السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم أن ترشدوني كيف يمكنني الاستفادة من ديني وأساهم في نهضة أمتي؟ مع العلم أني تلميذة أبلغ من العمر 17 سنة، وكيف يمكنني أن أحافظ على التزامي وأخلاقي الحسنة وسط مجتمع فاسد تهمه المظاهر؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم أن ترشدوني كيف يمكنني الاستفادة من ديني وأساهم في نهضة أمتي؟ مع العلم أني تلميذة أبلغ من العمر 17 سنة، وكيف يمكنني أن أحافظ على التزامي وأخلاقي الحسنة وسط مجتمع فاسد تهمه المظاهر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سليمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدتني رغبتك في الخير، وأفرحني حرصك على أن يكون لك دور، وأنت -ولله الحمد- في عمر الزهور وسن العطاء، فكوني مطيعة لرب الأرض والسماء، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك والإخوان، وشكرا لك على سؤالك الذي يدل على روح وثابة ونفس كبيرة، ونسأل الله أن يحفظك، وأن ينفع بك البلاد والعباد.
وأرجو أن تعلمي أن في تمسكك بالدين نصر لإخوانك المسلمين، وحفظ لسمعتك واتزانك بين الناس أجمعين، واعلمي أن الفتاة المسلمة كالثوب الأبيض، وكما قيل: (إن البياض قليل الحمل للدنس) فحافظي على وقارك وحيائك، وتمسكي بحجابك، واعلمي أن الحجاب للفتاة كالغطاء للحلوى، وإذا فقدت الحلوى غطاءها أصبحت عرضة للذباب والجراثيم، وإذا نزعت الفتاة حجابها أصبحت هدفا للأعين الجائعة والنظرات الآثمة.
ولا شك أن الناس يحكمون على الفتاة بمظهرها، ومن هنا تتجلى أهمية الحجاب، فهو عنوان الأدب، وقد قال رب العزة والجلال في كتابه: (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ))[الأحزاب:59]^
وأرجو أن تلاحظي قوله: (ذلك أدنى أن يعرفن) يعني بأنهن العفيفات الطاهرات، ويتميزن بذلك عن الساقطات، وهذا ما شهد به أهل الفساد والغفلات، الذين اعترفوا باحترامهم للمحجبات واحتقارهم للسافرات، ورغم أن السفهاء يضحكون مع المتبرجات إلا أنهم لا يرضونها حارسة لبيوتهم وأما لأولادهم، بل يجعلونها كالعلكة التي تمضغ ثم ترمى في أماكن القمامة مع المهملات.
ولا يخفى عليك أن نهضة الأمم لا تقوم إلا بسواعد شبابها الصالح، فإن السكارى والحائرات لا يعرفون شرفا ولا يبنون مجدا، وإنما همهم تحقيق شهواتهم البهيمية التي يدورون حولها كما يدور الحمار حول الرحى.
ونحن ننصحك بالسير على طريق الخير وإن كان فيه قلة في السالكين، وتجنبي طريق الغواية ولا تغتري بكثرة الهالكين، ولا تقولي: ما بال الدنيا مظلمة، ولكن قولي: هأنذا مضيئة، واتركي السلبية، وتجنبي التقليد والمحاكاة.
وعليك بتقوى الله، فإن الله يتولى أهلها وييسر لهم أمورهم، وأشغلي نفسك بذكر الله وطاعته، واعملي الخير تعرفي به، وعليك بالصالحات، فإن لم تجدي فاجعلي كتاب الله لك جليسا وأنيسا، فإنه جليس لا يمل، وصاحب لا يغش، وكوني مطيعة لوالديك، وصولة لرحمك، واحفظي عينك ولسانك، وتمسكي بأخلاقك.
والله الموفق.