السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجة منذ 9 سنوات، ولدي طفلان، قبل الزواج أخبرني زوجي أنه لا يدخن، علما أني أكره التدخين، لكن بعد الزواج اعترف أنه كان مدخنا، وتوقف عن التدخين قبل العرس بأسبوع فقط، المشكلة أنه بعد 3 سنوات من زواجنا عاد للتدخين، وبعد الإلحاح مني توقف، لكنه استبدله بالشمة.
بقي على هذا الحال بين التدخين والشمة، ثم صار مدمنا على الشمة، وأنا لا أقبلها، خاصة أننا نحاول الإنجاب منذ عدة سنوات ولا نستطيع، قلت له: ربما تكون الشمة السبب؛ لأنني قمت بكل الفحوصات، وأخبرتني الطبيبة أنني بخير.
زوجي لا يقتنع أن الشمة حرام، وأن لها أضرارا كثيرة من بينها الضعف الجنسي، أريته عدة فتاوى ومقالات طبية، لكنه لا يريد ترك الشمة، آخر مرة نصحته فيها بتركها، وأخبرته أنها مضرة وحرام، فغضب وأصبح لا يكلمني، علما أنني أغضب عندما يضعها أمامي، ولا أجلس معه حتى ينزعها، فهل أنا مخطئة؟
بم تنصحوني؟ فقد حاولت مصالحته والتحدث معه، لكنه يصدني!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Safa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهديك، وأن ييسر الهدى إليك، وأن يجعلك سببا لهداية زوجك.
وهنيئا لزوجك بمن تريد أن تذكره بالله إذا نسي، وتعينه على طاعة الله إذا ذكر. أرجو أن تعلمي أن طريق الدعوة شاق، وأن الإنسان عندما ينصح لا بد أن يصبر، وعليه ننصحك بأن تكرري النصيحة، وتغيري أسلوبك فيها، وتذكري زوجك بما فيه من إيجابيات، ثم تبيني له أن هذه السلبية ينبغي أن يتركها أمثاله؛ لأنها لا تليق بأمثاله.
واجتهدي دائما في أن تقومي بما عليك من الواجبات، حتى يكون الزوج مستعدا لقبول النصيحة، وحبذا لو شجعت زوجك حتى يتواصل مع الموقع لنحاوره ونناقشه حول هذه المسألة، ونبين له أهمية الالتزام الشرعي بمثل هذه الأمور، والتي ثبت فيها الضرر الصحي والضرر المالي، وهي قبل ذلك وبعده محرمة من الناحية الشرعية.
وبالنسبة للخصام مع الزوج: أرجو أن تكرري المحاولات، وتقومي بما عليك، وتؤدي العمل الذي يسألك الله تبارك وتعالى عنه، ونسأل الله أن يهديه ويرده إلى الحق والخير ردا جميلا، ودائما بالنسبة للأب، بالنسبة للزوج، وبالنسبة للأم إذا نصحناهم فلم يقبلوا، فإننا نصمت، ثم نعيد النصيحة بعد أن نقدم صنوفا من البر والمعروف والإحسان، حتى نعرف الوصول إلى قلوبهم، وهؤلاء جميعا يحتاجون إلى ملاطفة في التذكير بانتقاء الكلمات، واختيار الأوقات المناسبة، وذكر الإيجابيات، فإذا غضبوا تركناهم ثم نعود، وهذا لا يعني أننا نترك النصيحة، لكن لا بد أن نختار لها وقتها وأسلوبها، وننتقي الكلمات.
ونتمنى قبل وصول الإجابة هذه أن يكون الزوج قد تصالح معك، وعاد إلى صوابه، عند ذلك شجعيه بأن يتواصل مع الموقع ويكتب ما عنده، واجتهدي دائما في أن تقومي بما عليك، فإن تقصير الزوج يحاسب عليه، وتقصيرك تحاسبين عليه، ودائما نحن نقول العلاقة الزوجية عبادة لرب البرية، وتقصير الزوج لا يبيح للزوجة التقصير، كما أن تقصيرها لا يبيح له التقصير؛ لأن المحاسب هو السميع البصير -سبحانه وتعالى-.
وإذا فهمنا هذه العلاقة، فإن كل طرف سيقوم بما عليه، وكنا حقيقة بحاجة إلى تقييم شامل، مثلا حرصه على الصلاة، قيامه بواجباته كزوج، اهتمامه بالصرف والإنفاق على المنزل، يعني لا بد أن ننظر إلى الصورة كاملة؛ ولأن هذه هي الأساسيات الصلاة والطاعة لله، وأيضا إمكانية التغير، يعني الآن هو ترك التدخين قبل الخطبة، ثم عاد، ثم تركه لما كلمتيه، ثم عاد، هذا دليل على أن فيه خيرا، ويعطينا أملا في أنه سيأتي اليوم الذي يترك فيه هذه الأمور.
ولذلك نتمنى أن تستمري في النصح، ولكن بلطف واختيار وقت مناسب للنصح والتوجيه، وشجعي ذهابه للأطباء، حتى يبينوا له الأضرار الصحية، وشجعي تواصله مع الموقع حتى يسمع النصيحة من إخوانه الخبراء، وآبائه الكبار.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرده إلى الحق ردا جميلا، فاستمري بما عليك وكرري المحاولات، وتواصلي مع الموقع، وشجعي تواصله حتى يسمع النصيحة الشرعية، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.