صرت أكره نفسي وأشعر بأني فاشلة نفسياً واجتماعياً.. أرشدوني

0 11

السؤال

السلام عليكم.

أنا أدرس في آخر سنة من الثانوية، وهي مرحلة صعبة جدا، والوقت ليس في صالحي، وحالتي النفسية مهشمة بسبب أني أكره نفسي، لأني لا أنجح في اتخاذ قرار واحد صحيح.

كل ما أفعله هو الفشل، إن كانت نيتي صالحة أو سيئة، وفي أي فعل أو قول يصدر مني أفشل، لقد كرهت نفسي، وأريد أن أموت، وأبسط ما يفعله من حولي امتلاكهم لمهارات اجتماعية أو أسلوب جيد في الحوار.

أستصعب التخاطب، وأشعر أني لا أقدر على شيء، ولا أقدر على الحياة، منذ الصغر وأنا قبيحة، وأحرج نفسي دائما، ولم أستوعب أني فاشلة في الكلام إلا منذ سنتين، وبدأت أشعر أن كل من حول ينفر مني، لسوء أسلوبي وغبائي الاجتماعي.

صرت في هذه الأيام أحاول أن أذاكر لكي أحصل على الدرجات الكاملة، لأجل أمي التي تتحمل الكثير لأجلي، ولكن كلما تكلمت مع أحد في أي موضوع أتفوه بكلام في غير موضعه، وأحرج نفسي وأدخل في دوامة من اللوم والألم والكره تجاه نفسي، وأشعر أن الحل أن أعزل نفسي تماما، وأشعر أني أستحق العناء، وأتوقف عن الدراسة وأيأس، ثم أحاول أن أقوم ثانية، ثم أحرج نفسي أمام الناس، وأدخل في هذه الدوامة أكثر من مرة طول الأسبوع!

رغم ذلك أجد توفيقا في حياتي رغم المعاصي والذنوب، أحب ربي وأخشى عذابه، ولكني أشعر أن هناك علة في قلبي، ولا أمل مني، وليس بي ذرة خير، وأني -والعياذ بالله- قد أكون من أهل النار.

أنا فعلا فاشلة جدا اجتماعيا، وكل من حولي يشعرون بأني أحاول جذب الاهتمام، كما أني أملك شهوة للكلام، والإفتاء فيما ليس لي به علم، وأريد أن أتقرب إلى الله، ولكني أشعر أني لا أستحق ذلك ولم يتبق على امتحاني إلا أسبوعان، وهذه أكثر فترة حرجة في حياتي كلها، وكل من حولي يتقدمون إلا أنا أضيع الوقت، ولا أدرس، وكنت أريد أن أستشير أحدا، فلم أجد غيركم.

ساعدوني في أقرب وقت، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أخت مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وثقتك بهذا الموقع.

إن كثيرا مما ذكرت في رسالتك يكاد يكون طبيعيا عند من هم في سنك، وإن كانت الأمور عندك أكثر شدة من العادة.

حقيقة آلمني بعض ما ذكرت في سؤالك، والذي أحاول أن أفهم أسبابه، وخاصة موضوع ضعف الثقة بالنفس بهذا الشكل، هل هي طريقة التربية والتنشئة التي نشأت عليها، أم هي تجارب الحياة التي مررت بها؟

من الواضح -ابنتنا- أنك تخشين الله تعالى، وتتمنين أن تكوني على حال أفضل، ولهذا كتبت إلينا مستشيرة -بارك الله فيك-. طبعا أحمد الله تعالى على أنك محبة لله عز وجل وتخشين عذابه، فهذا أمر طيب، ولكن يفيد أن نضيف إليه التوكل والاعتماد على الله عز وجل، واتخاذ الأسباب، بحيث إنك تغيرين الجوانب السلبية الموجودة عندك.

الأمر الآخر -ابنتنا-: هذه الأمور التي وصفتها في سؤالك ربما هي زائدة عن الحد الطبيعي بسبب توتر الامتحان الذي أنت مقبلة عليه، ومن الطبيعي أن الإنسان عندما يواجه امتحانا؛ فإن هذا يزيد من قلقه وتوتره، وما هي إلا أيام وتدخلين هذا الامتحان، أرجو الله تعالى أن ييسر لك الامتحان ويجعلك من المتفوقات.

طالما تعيشين في دولة قطر، فهناك جهات يمكن أن تساعد في تغيير بعض الجوانب النفسية، وهنا أنصحك بالتواصل مع مركز دعم الصحة السلوكية، فهناك أخصائيات نفسيات، يمكن أن يساعدنك، ولكن قبل هذا -وهذا متوفر لك- أن هناك ميزة في مدارس قطر الحكومية، أن كل مدرسة فيها أخصائية نفسية على الأقل، لذلك أنصحك أيضا بالحديث مع الأخصائية النفسية الموجودة في مدرستك، وخاصة أنك في السابعة عشرة من عمرك، ولم تصلي إلى الثامنة عشرة؛ لأن مركز دعم الصحة السلوكية في التعامل مع من هم دون الثامنة عشرة، لا بد أن يكون بالتشاور مع أحد الوالدين.

لذلك أدعوك -ابنتنا- ألا تترددي أو تتأخري، أو تتخوفي من الحديث مع الأخصائية النفسية الموجودة في المدرسة، فهذا دورها مساعدة الطالبات على تجاوز بعض التحديات والصعوبات.

الاستشارة عن بعد تبقى استشارة عن بعد، وليس من رأى كمن سمع، لذلك أرجوك أن تتواصلي مع الأخصائية النفسية في مدرستك، داعيا الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويعينك على الامتحان القادم.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات