السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني الصغير كان يتعب كل أسبوع، والأطباء لا يعرفون ما الذي به، فقلنا لعله مرض نفسي بسبب مدرسة أو خصومة، وبعد ذلك قلت لعل ابني الكبير صرخ وخاصم ابني الصغير، وما وجدت أمرا يدل على ذلك.
تعبت بسبب تعب ابني الصغير، ووجدت ابني الكبير تعب بتعب يشبه تعب ابني الصغير، كأعراض الدوخة، وعدم الحركة، والخوف، ولكن فترة أطول.
لاحظت أن أي شيء جميل يخطر في بالي بخصوص أولادي يأتي بالعكس، مثلا أقول: الحمد لله أولادي بخير، فأجدهم مرضى! وأقول: الحمد لله لنا فترة وهم لا يخافون وأجدهم يخافون! لدرجة أني صرت أخاف من أي خواطر في بالي لأولادي؛ لأن الذي يحصل مخيف، وأقول: الحمد لله ليس لديهم أنفلونزا، وبعد يومين يكون عندهم أنفلونزا، وهكذا!
هل أنا حاسدة لأولادي؟ لأنهم حاليا مرضى، وكل يوم يشعرون بخوف ودوخة، وعدم اتزان، والأطباء لا يعرفون ما السبب لهذا التعب، أرجو أن أعرف لو كنت أنا سبب الحسد، وماذا أعمل لأحافظ على أولادي من نفسي ومن خواطري؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
العين والحسد حق، وقد يقع بعض الآباء حقيقة في ذلك إذا لم يبركوا عند الحديث عن أولادهم، أو مع أولادهم، لكن الصورة التي تتحدثين عنها بعيدة، لسببين:
1- ليس فيها أي لون من ألوان الحسد أو العين.
2- هي هاجس داخلي وحديث نفس عن ولدك.
إن الشيطان له أساليب كثيرة في تحزين ابن آدم، ونحن نظن أن هذا أحدها، وقبل أن نتحدث لا بد من توضيح ما يلي:
- الغيب قسمان:
1- غيب مطلق: وهذا النوع لا يعلمه إلا الله، كمعرفة موعد الساعة، ونزول الغيث، ونحو ذلك.
2- غيب نسبي: وهو ما غاب عن بعض الخلق علمه، وعلمه بعضهم، فهذا إنما يسمى غيبا بالنسبة للجاهل به الذي لا يعلمه، وليس بغيب للذي يعلمه.
هذا النوع الثاني هو الذي يدخل منه الشيطان، فعندما يعلم أن أحد أولادك مقبل على تعب ما، فإنه يعمد إلى الوسوسة بذلك حتى يوهمك بأن لك يدا في ذلك، وفي المقابل يوسوس لك بأمور إيجابية يعلم أنها لم تحدث حتى يدفعك إلى هذا الصراع الحاصل، ونحن نوصيك -أختنا- بما يلي:
1- تحصين نفسك وبيتك بالأذكار يوميا، وخاصة أذكار الصباح والمساء والنوم.
2- قراءة سورة البقرة في البيت، أو الاستماع لها عند عدم القدرة على القراءة.
3- طرح كل الوساوس السلبية التي تأتيك عن أولادك، والاستعاذة بالله منها، وتحويل فكرك إلى شيء نافع.
4- الإيمان التام بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
استمري على هذا -أختنا- وستخف حدة هذا التسلط -إن شاء الله-.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.