ترك والدي المنزل بعد شجار مع أمي، فكيف نعيده للمنزل؟

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة متزوجة، وعمري ٢٧ عاما، تزوجت مؤخرا منذ ٦ أشهر تقريبا، لدي أخ واحد متزوج منذ عامين.

أبي وأمي كان بينهما الكثير من المشاكل ونحن صغار، ولكن أبي كان عند كل مشكلة تحدث -صغيرة كانت أم كبيرة- يهدد بأنه سيترك المنزل ويذهب للعيش بمفرده.

عندما كبر أبي وأمي في العمر بدأت تهدأ هذه المشاكل، أو تعايشا معها، ولكن أبي كان ما يزال حاد الطباع، ويهدد بترك المنزل عند كل أمر، حتى على أتفه الأمور.

قبل زواج أخي حدثت مشكلة -ليست بالأمر الجلل- بين أبي وأمي، واحتد النقاش، وفي لحظة غضب قال أبي: إنه سيترك المنزل ولن يعود، وأمي ردت عليه في غضبها وحزنها منه أن اذهب.

ظننا أنها كانت لحظة غضب وسيذهب لمدة يومين ليهدأ ثم يرجع -مثلما كان يفعل سابقا- ولكنه بالفعل خرج من المنزل قبل عرس أخي بأيام، ولم يعد حتى هذه اللحظة.

علاقتنا به طيبة، وعلاقته بأمي أيضا طيبة؛ حيث إننا على تواصل دائم، ونراه بين الوقت والآخر، كما أنه لم يطلق أمي طلاقا شرعيا حتى الآن.

حاولنا أن نحدثه كثيرا أن يرجع للبيت ولكنه يأبى ولا أعلم السبب! أمي ونحن في حالة حزن دائم بسبب هذا الأمر، فقد كبرا في العمر ويصعب علينا أن نترك كلا منهما يعيش بمفرده في مثل هذا العمر.

أرجو منكم النصيحة والإفادة، لعل الله يجعل فيكم سببا لصلاح هذا البيت.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدون اسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكم الاهتمام بأمر الوالدين، نسأل الله أن يرزقكم برهم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يهدي الوالد للحق والخير، هو ولي لذلك والقادر عليه.

لا شك أن دورك ودور أخيك الشقيق دور كبير جدا في التأثير على الوالد، والتأثير على الوالدة، ومن المهم الذهاب للوالد والحوار الهادئ معه، والاجتهاد في إرضائه، وبذل كل ما تستطيعون من أجل أن يعود إلى المنزل، وعليكم أيضا أن تساعدوا الوالدة وتكونوا إلى جوارها، فإن الشرع الذي يأمركم بالإحسان للوالد هو الشرع الذي يأمركم بالإحسان للوالدة.

حاولوا معرفة أسباب إصرار الوالد على أن يكون بعيدا عن البيت، ولماذا طال الخصام هذه المرة؟ لأنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل بتوفيق الله إصلاح الخلل والعطب.

إذا كان الوالد -مثلا- قد حلف ألا يعود إلى البيت؛ فإن عليه أن يكفر عن حلفه ويعود، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين فرأى غيرها أتقى لله منها فليكفر، وليأت التقوى).

إن كان هذا الابتعاد بسبب تصرفات الوالدة فتوددوا للوالدة حتى تتفادى الأمور التي تزعج الوالد.

على كل حال: نحن نعتقد أن هذا التواصل والاهتمام بهذا الأمر خطوة أساسية وصحيحة في الاتجاه الصحيح، وننصح بأن تبدؤوا بالدعاء والتوجه إلى الله تبارك وتعالى، ثم بإخبار الوالد بحاجتكم إلى وجوده معكم، وأن الوالدة تنتظره ولن تعيد الخطأ والجدال الذي حدث، المهم أن نزيل المخاوف التي يمكن أن تكون عند الوالد.

بينوا له أن سعادتكم أيضا مرتبطة بعودته إلى البيت، لأن مثل هذا الكلام يؤثر على الوالد، وأيضا بينوا له أنكم تريدون أن تتقربوا إلى الله بخدمته في آخر عمره، فهو الذي لم يقصر معكم.

عليكم أن تتذكروا أن الكلام مع الوالد لا بد أن يكون باللطف (يا أبت ... يا أبت ...) كما فعل خليل الرحمن (إبراهيم)، أو بنحوها من الألفاظ الرقيقة التي يمكن أن تؤثر عليه، وهكذا الأمر مع الوالدة إذا أردتم نصحها.

نسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يعينكم على لم الشمل، وأن يرد الوالد إلى البيت، وإلى الخير والحق ردا جميلا.

مواد ذات صلة

الاستشارات