السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة طب، وأعيش في سكن جامعي، وتشاركني في السكن الجامعي فتاتان مسلمتان، لكنهما لا تستيقظان لصلاة الفجر، وأخرى مسيحية، وأخشى عند ضبط المنبه لصلاة الفجر أن أزعجهن، وديننا يحث على أنه لا ضرر ولا ضرار، وهذا ما يشغل تفكيري، فماذا أفعل؟
بالعادة أنا أستيقظ وحدي، ولكنني مؤخرا أصبت بالأرق، وبالتالي اختلفت معي الساعة البيولوجية، مع العلم أن الفتاة المسيحية حين تستيقظ وتتجهز للجامعة فإنها تصدر أصواتا، ولكنني في المقابل لا أقوم بردة فعل، وأعود للنوم ثانية، ولا أستطيع تغيير الغرفة، فكيف أقارب بين مبدأ أني لا أريد أن أزعج من حولي -وخاصة أننا 4 فتيات في الغرفة-، وبين أنني أريد القيام للصلاة؟ وكيف أعالج هذا الأرق لكي أقوم للصلاة من دون منبه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وزادك الله حرصا، وأعانك على حسن عبادة الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يعينك أيضا على هداية زميلاتك المسلمات المقصرات في الصلاة، ونسأل الله أن يهدي شباب المسلمين والفتيات إلى ما يحب ربنا ويرضاه.
وأيضا أرجو أن تضربي أمام هذه النصرانية أروع الأمثلة؛ حتى تؤثري عليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلكن سببا لهدايتها.
لا إشكال عليك من الناحية الشرعية في أن تستيقظي للصلاة، ولا يمكن لأي إنسان أن يترك الصلاة لأجل أي أحد من الناس، والأمر كما هو ظاهر في السؤال أنك أيضا لم تسلمي من أذاها، وتصبرين عليها، وهي تؤذيك بغير حق، بينما أنت تؤذينها -لو اعتبرنا ذلك أذى- حين تقومين للصلاة، فأنت لك سبب شرعي، وهو أنك تريدين أن تصلي لله -تبارك وتعالى-، فلا لوم عليك ولا حرج، وإذا كانت زميلتك تقوم لدنياها -وهي الدراسة-، فأولى أن تقومي أنت لدين ولا تتحرجي من ذلك.
كما نتمنى أن تنجحي في علاج هذا الأرق، وأن تنامي مبكرا؛ فإن من السنة أن ننام في وقت مبكر، حتى نتمكن من الاستيقاظ في وقت مبكر، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكره الحديث بعد العشاء، ويكره النوم قبلها -عليه صلاة الله وسلامه-.
ولذلك نتمنى أن تغيري هذا النظام، مما يعينك على طرد هذا الأرق، والمواظبة على ذكر الله تبارك وتعالى، وخاصة أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، والتعوذ بالله من الهموم والغموم، وغلبة الدين، وإذا كان هذا الأرق له أسباب فأرجو أن تذكريها؛ حتى نتعاون في إزالتها.
أما إذا كان بغير سبب، فننصحك بكثرة ذكر لله تبارك وتعالى، وقراءة الرقية الشرعية على نفسك، أما اليوم الذي تستيقظين فيه قبل الوقت فأرجو إبطال المنبه؛ لأن القصد أنك تريدين أن تستيقظي، فإذا استيقظت قبل الوقت فأرجو أن تغلقي المنبه؛ حتى لا يتسبب في إزعاج أي أحد، وحاولي أن تتفاهمي مع المسلمات بأن توقظيهن أيضا حتى يقمن للصلاة معك.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، ونسأل الله تبارك وتعالى أيضا أن ييسر لك هداية هؤلاء الأخوات؛ حتى يكن عونا لك على الطاعة الله تبارك وتعالى.
هذا، وبالله التوفيق.