شاب يرغب في الزواج من مطلقة لكنه يخاف من نظرة المجتمع وعدم موافقة الوالد

0 493

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أتابع دراستي في فرنسا، وعندي ثلاثون سنة، وقد بحثت عن فتاة متدينة للزواج، لكني لم أنجح في ذلك، بسبب أني لا أملك الأوراق الفرنسية، ولكن تعرفت على امرأة مطلقة ولها ولدان يعيشان معها، وهي أكبر مني بسنتين، وقد تقابلنا وأعجبتني وأعجبتها، خصوصا من الناحية الدينية.

المشكلة أنه لم يسبق لي الزواج، وأفكر دائما أني سأتزوج امرأة ليست عذراء، وهذا يؤرقني، بالإضافة إلى نظرة المجتمع لذلك، وأيضا والدي غير موافق على زواجي منها، وعندي خوف من أن يخلق التعامل مع الأولاد حساسية في المستقبل، وعندي حساسية من زوجها السابق؛ لأنه سيبقى هناك اتصال من أجل الأولاد، علما أنه لا يريد أن يرعى الأولاد، ولا أعرف ما قول الشرع في مسألة رعاية الأولاد.

فأرشدوني جزاكم الله عنا كل خير.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-

فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك ويلهمك رشدك ويرزقك طاعة مولاك.
(فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك)، إنها كلمات رسولنا صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله رضي الله عنه مداعبا لما رآه مهموما، وهو فن جميل ولطف أجمل، ومدخل إلى قلوب الشباب نتعلمه من رسولنا الأواب، ومرحبا بك بين آبائك والإخوان.

وإذا كان جابر بن عبد الله رضي الله عنه تزوج بالثيب رعاية لأحوال إخوته اليتامى ووفاء لوالده الشهيد، فلا مانع من أن تتزوج ثيبا إذا كان ذلك هو المتاح، وشعرت بعد الرؤية الشرعية بالارتياح، ولا تهتم بما يقول الناس، واجعل همك رضى الفتاح، فإن رضا الناس غاية لا تدرك، وكلامهم لا ينتهي عند المساء والصباح، ولم يسلم من ألسنتهم حتى الأنبياء وأهل الصلاح، فعجل بالنكاح لأنك في بيئة الفساد والطلاح، واحفظ نفسك وعرضك، وكن من أهل الفلاح.

وإذا استطعت وتمكنت بالارتباط بفتاة بكر، وتم العقد عليها في بلدك، وأرسلت إليك فلا مانع من ذلك إذا كانت البنت صاحبة دين فاظفر بذات الدين، وإذا عاونت في رعاية الأولاد فسوف تؤجر من رب العباد، والمرأة أحق بصغارها ما لم تتزوج، والشريعة تركز على مصلحة العيال، وتلزم الأب بالإنفاق، ونفضل أن يكونوا في البيئة الطاهرة التي تعينهم على الخير، فسارع بأداء صلاة الاستخارة وشاور من حضرك من أهل الخبرة والدراية، واعلم أن فارق السن ضئيل، وأرجو أن تكون فيك حكمة ورزانة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإن الله وعد أهلها بتيسير الأمور فقال: (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ))[الطلاق:4] وقال سبحانه: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ))[الطلاق:2-3].
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.


مواد ذات صلة

الاستشارات