السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة بكالوريا، وفي حالة يرثى لها، فلم أنظم وقتي منذ البداية، والآن نحن في امتحانات الفصل الأول، كنت متفوقة في السابق، والآن لا أفهم الدروس، ولا أستوعب شيئا، أنا خائفة جدا، ولا أعلم ماذا أفعل؟ هذا الابتلاء صعب جدا، فقد نسيت طريقة الدراسة والحفظ، ولا أجيد الإجابة على المواضيع نهائيا، تعبت كثيرا، وأرغب بالموت.
أنا حزينة، فلماذا يستطيع الجميع الفهم وأنا لا؟! أخبرني الجميع أن علي التحلي بالإرادة، ولكن ماذا تصنع الإرادة وأنا لا أفهم؟ أنا في معضلة كبيرة، ولم تكن نتائجي جيدة في الامتحانات السابقة، أريد الموت، علما أني أصلي وأدعو الله كل يوم ولكن لا فائدة، فالوقت تأخر كثيرا، والامتحانات في شهر يونيو.
أرجوكم ساعدوني، لا أعرف كيف أقوم بعمل الملخصات، ولم أعد أجيد حل التمارين، وأصبحت أجد كل شيء صعبا، ولا أستطيع الأكل، وقلبي يؤلمني، ورأسي كذلك، هل هذه هي النهاية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختنا العزيزة: نرى حجم الألم والضغط الذي تمرين به، ونشعر بمدى تأثير ذلك على حالتك النفسية والجسدية، لكن اعلمي أن ما تمرين به يمكن تجاوزه، وأن الله معك دائما ولن يتركك، دعينا نساعدك بخطوات عملية ونصائح لتجاوز هذا الوضع:
أولا: أوقفي دوامة التفكير السلبي فورا، فمشاعر الحزن والخوف طبيعية في ظل هذا الضغط، لكن التفكير المستمر في الفشل يستهلك طاقتك النفسية والعقلية، قولي لنفسك: أنا في اختبار، والله يعلم قدرتي ويعينني.
- أهم شيء الآن صحتك النفسية والجسدية، عليك تناول الطعام الصحي، ولو بكميات قليلة، والنوم من 6 - 8 ساعات؛ لأن الجوع وقلة النوم يسببان الإرهاق الذهني خاصة في فترة الاختبارات.
- جربي تمرينات التنفس العميق: خذي شهيقا ببطء لمدة 4 ثوان، ثم احبسيه 4 ثوان، ثم أخرجيه ببطء، كرري ذلك 5 مرات.
- استشعري قرب الله ورحمته، قال تعالى: {إن رحمة الله قريب من المحسنين}، استشعري بأن طاقتك محدودة، وأنك لست مطالبة بصنع المستحيل، وإنما بما يمكنك تحقيقه، قال تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}.
- أنت الآن بحاجة إلى لطف الله، وليس إلى لوم نفسك، الجئي إلى الدعاء خلال هذه الفترة، لقوله تعالى: {وقال ربكم ٱدۡعونیۤ أسۡتجبۡ لكمۡۚ...} [غافر ٦٠].
- التركيز على الأهم من الدروس، ركزي فقط على المواد الأساسية التي لها وزن كبير في امتحانات البكالوريا.
- قسمي وقتك بشكل متوازن، اجعلي اليوم مقسما إلى وحدات صغيرة، كل وحدة مدتها 45 دقيقة دراسة، و15 دقيقة راحة.
أما بالنسبة لطريقة الدراسة:
- إذا وجدت الدروس صعبة، ركزي على فهم النقاط الأساسية فقط، لا تشتتي نفسك بمحاولة فهم كل التفاصيل.
- استخدمي فيديوهات تعليمية من المواقع، مثل YouTube، فيديوهات تحتوي على شروحات مبسطة للمفاهيم الصعبة.
- لا تضيعي وقتك الآن في كتابة ملخصات طويلة، استخدمي الألوان والعناوين الرئيسية لتبسيط الأفكار على ورقة واحدة لكل درس.
بخصوص حل التمارين:
- ابدئي بالتمارين السهلة والمباشرة لبناء ثقتك.
- كرري حل الأسئلة المشابهة لتعزيز الفهم.
- ابحثي عن أسئلة العام الماضي وجربي حلها.
- إذا كان لديك صديقة أو زميلة تفهم المواد جيدا، اطلبي مساعدتها، التفسير من شخص آخر قد يفتح لك أبواب الفهم.
ثانيا: علاقتك بالله تعالى:
- ثقي بالله وثقي بنفسك، وتذكري أن النجاح الحقيقي ليس في الدرجات فقط، بل في اجتهادك وصدقك مع الله.
- استمري في الصلاة والدعاء، وأكثري من قول: "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"، وقول: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا".
- ابتعدي عن مقارنة النفس بالآخرين، فكل إنسان له وتيرته الخاصة، قد يكون غيرك متقدما اليوم، لكنك تستطيعين تعويض ما فاتك غدا.
ثالثا: كيف تتعاملين مع القلق والتوتر:
- ذكري نفسك بالأهداف الصغيرة، لا تفكري الآن في البكالوريا ككل، بل في خطوة صغيرة، مثل: إنهاء درس معين أو فهم نقطة واحدة.
- النجاح يأتي خطوة بخطوة، وليس دفعة واحدة.
- إذا شعرت بأن الضغط شديد جدا، تحدثي مع أحد والديك أو مرشد نفسي لتلقي الدعم.
أخيرا: تذكري أنه لا شيء ينتهي طالما لديك إرادة للتحسن، كل يوم هو فرصة جديدة، قال الله تعالى: {إن مع العسر يسرا}.
بعد هذا الضغط ستجدين الراحة والنجاح -بإذن الله-، أنت أقوى مما تظنين، ومجرد قراءة هذه النصائح والسعي لتطبيقها دليل على قوتك الداخلية.
ابدئي الآن بخطوة صغيرة: اختاري درسا واحدا فقط، واقرئيه لمدة 45 دقيقة، بعدها استريحي واشربي كوب ماء، ثم انتقلي لخطوة أخرى.
نسأل الله أن ييسر أمورك، ويزيل عنك هذا القلق، وأن يرزقك النجاح في الدنيا والآخرة.