السؤال
السلام عليكم.
أقرضت زوجي مبلغا من المال، وشيئا من الذهب، لأن حاله كانت متعسرة، وظل يسدد ديون الناس لست سنوات، والآن مضت تسع سنوات ولم يرد لي حقي من المال والذهب، ويماطل، ويعدني بسداده، والآن أصبحت أشعر بأنه صار يتحسس من مطالبتي له، فكيف أتصرف؟ وبماذا تشيرون علي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أيهم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:
لا شك أن من أفضل القربات إلى الله القرض الحسن، ومعنى الحسن، أي الذي فيه درجة زائدة عن القرض؛ فباذله يبتغي به وجه الله عز وجل بعد أن سمع الله يقول: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) {البقرة:245}.
وبعد أن سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقة مرة) رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه، وله شواهد كثيرة، وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر، فقلت: يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة). رواه ابن ماجه والبيهقي.
ثم إن فيه مزية أخرى وهو أجر كشف الكربة عن المقترض؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا كشف الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه).
ولما علم السلف فضل القرض سارعوا إليه، حتى إن أبا الدرداء كان يقول: (لأن أقرض دينارين ثم يردان، ثم أقرضهما، أحب إلي من أن أتصدق بهما).
وعليه فأول ما ينبغي عليك: أن تهدأ نفسك أن شيئا عند الله لا يضيع، وأن أجرك بذلك محفوظ.
ثانيا: المال مالك، ومن حقك شرعا المطالبة به، لكن لحساسية الأمر، وموقف الزوج، نستحب لك مزيدا من الصبر، وخاصة وأن الزوج قد أدى دينا إلى غيره، ولم ينكر الدين الذي عليه لك، وهذا يعني أنه لا يأكل أموال الناس بالباطل.
ثالثا: ننصحك إذا فتحت الموضوع معه أن يكون على فترات متباعدة، وأن يكون بلسان الحب والود، وأن تعطيه عندئذ حلولا عملية لا ترهقه، مثل: أن يعطيك كل شهر مبلغا من المال، أو يضع مواعيد مناسبة ولو على فترات، المهم أن تبحثي له عن مخارج يحفظ بها ماء وجهه، ويسدد دينه، ولا يكون ثقيلا عليه.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرضيك، والله الموفق.