طفلي بعد فترة مكثها في المستشفى أصبح شديد الخوف، فما توجيهكم؟

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحبا بكم، وبارك الله في سعيكم الطيب.

لدي طفل رضيع، ولد في 9 ماي 2024م، وهو خدج، ولد في الأسبوع 30، وكل أموره طيبة، والحمد لله.

في 5/11/2024 التقط عدوى القصبات الهوائية، أقمت معه بالمستشفى، ثم خرجنا 9/11/2024، وشفي من التهاب القصبات الهوائية، والتقط من المستشفى ذاته عدوى العنقودية الذهبية، دخلت له من مكان الإبرة التي كانت مثبتة في العرق في يده اليسرى للتغذية العرقية، عندما كان في المستشفى.

أقمنا في المستشفى مرة أخرى من 13/11/2024 إلى 6/12/2024، بسبب العنقودية الذهبية، تشكل له خراج في صدره حجمه 5 سم، وخراج في بطنه حجمه 5 سم كذلك، كلتا الخراجين تطلبا تدخلا جراحيا.

طول هذه الفترة وابني يتعرض للوخز من أجل تغيير مكان موضع الوخز بالإبرة؛ لأن العلاج كان يتطلب أخذ مضادات حيوية في العرق لفترة طويلة، وكذلك تنظيف الجرحين.

لاحظت أنه في الأيام الأخيرة من مكوثنا في المستشفى، صار الطفل بمجرد أن يرى ممرضا أو طبيبا، يبكي حتى قبل أن يلمسه.

الطفل صار يخاف، رغم أنه في الأصل هادئ الطبع جدا، هل الرضيع في هذا العمر فعلا يخاف؟ حتى لما رجعنا للمنزل، رغم أنه تعافى، و-الحمد لله- لكن لما يحس نفسه وحيدا بالمكان أرى دموعه نازلة أو يصيح، والعكس عندما يحس أننا بجانبه، ويسمع أصواتنا، يصير يلعب ويضحك.

إنه يبقى في مكانه هادئا، لكنه يحس أن هناك أناسا بجانبه يتكلمون، فيكون مركزا مع حديثنا، ويتبع بعينيه أي شخص يتكلم، وعندما نغير له ملابسه أو الحفاظ، يصير عنيفا ويضربني بيديه، ربما يظن أني سأعطيه إبرة!

أحدثه بنبرة ناعمة: (حبيبي أنا أمك لا تخف) وفعلا يهدأ، وأحيانا يستيقظ من النوم يصرخ أو يبكي، وبمجرد أن أحمله في حضني وأكلمه يهدأ، هل ما يحدث مع ابني خوف؟ وكيف يمكن لي أن أساعده؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عمر الطفل الآن -حفظه الله- 7 شهور وعدة أيام، وقد مر بتجربة قاسية بعض الشيء مع المستشفيات والأطباء، من خلال كونه طفلا خدجا، ثم أصابه الالتهاب في القصبات الهوائية، ثم خراج في الصدر، ثم في البطن، ومع كل تدخل طبي كان يشعر الطفل بالانزعاج، والألم من المرض، والوخز.

يبدأ الطفل في التعرف إلى وجه الأم مبكرا بعد عمر الشهرين، ويتعرف إليها تماما مع الشهر السادس، وكونه يبكي من الغرباء عندما يراهم؛ فهذا مؤشر على أن نمو الطفل العقلي والذهني طبيعي تماما، والبكاء من الغرباء والخوف منهم أمر طبيعي في هذه المرحلة، خصوصا أن تجربته مع الغرباء غير جيدة.

عدم حمل الطفل من غير حاجة أمر صحي، طالما أنه لا يبكي، ولا يحتاج إلى رعاية، سواء غذاء أو تغيير ملابس أو حفاضات، حتى لا يتعود على حملكم له، ويصبح الأمر عبئا كبيرا على الأم حال عدم وجود مساعدين، وعنفه وحركة يديه الضعيفتين يطلب بهما المساعدة، وعدم تركه للآخرين.

لذلك يجب أن تكون ردود الأفعال دائما هادئة، مليئة بالحنان من خلال الأهازيج، والنشيد المباح، وسماع مقاطع القرآن، ومقاطع الأطفال، ليشعر بالمزيد من الطمأنينة والشعور بالأمان.

قد يكون بكاء الطفل بسبب حاجته للرضاعة، إذا مر أكثر من ساعتين عن آخر رضعة، أو بسبب بلع الهواء والغازات، أو بسبب الإمساك، إذا مرت عدة أيام بدون تغوط.

لذلك يجب أن تدرك الأم هذه الأمور، ولا بأس من إعطاء الطفل نقط الغازات، وعمل تمرين الغازات، مثل مساج البطن، وتحريك الفخذين وضمهما إلى البطن، في حركة هادئة، مع اللعب والأهازيج، والابتسامة للطفل.

يكون نمو الطفل طبيعيا في هذا العمر إذا استطاع أن يجلس منفردا أو حتى جلوسه على كرسي خاص، أو محاط بالوسائد، خصوصا أنه طفل خدج، وأن يتم إدخال وجبات شوربة الخضار المخفوق -بازلاء وكوسة وجزر- بدون ملح أو سكر، وبعد مرور فترة أسبوعين يمكن إدخال سيريلاك الفواكه، أو الأرز، مع تجنب إعطاء الطفل أي منتجات تحتوي على القمح أو البروتين الحيواني، أو العسل، حتى بعد بلوغه عاما كاملا.

عموما: فإن خوف الطفل في هذه السن خوف طبيعي، ولا شيء فيه، وعليك الاهتمام بصحته العامة، مثل تجنب التقبيل لا منك ولا من الأطفال والغرباء في الأسرة، أو خارجها، لكي لا يتعرض مرة أخرى للالتهابات، مع ضرورة إعطاء الطفل 400 وحدة دولية من فيتامين D3 يوميا، بعد إحدى الوجبات، ولا قلق -إن شاء الله-.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات