زوجي لا يقدرني ولا يشعر بتعبي وحزني!

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة متزوجة منذ سنة ونصف، وأنجبت بعد زواجي بسنة، ومنذ أن تعرفت على زوجي في فترة الخطبة وكتب الكتاب، وهو يدقق في كل شيء، ولا يعطيني المساحة، مع أنه رجل بار بأهله، وطيب القلب، لكنه سريع الزعل، ويغضب مني على أتفه الأسباب، وأسبابه أحيانا تكون منطقية وأحيانا لا.

والآن بعد سنة ونصف بسبب تقصيري في أمور البيت، لأن البيت كبير جدا، ولا يمكنني التوفيق بين تربية طفلي وإدارة بيتي، المشكلة أن زوجي لا يقدر ذلك، ودائما يراني عديمة المسؤولية، ولا أفهم شيئا، وكل شيء أقوله خاطئ.

صارحت زوجي بأن ذلك يؤثر علي، وعانيت من الاكتاب أثناء الحمل وبعد الولادة، والآن أصبحت لا أطيق العيش، وابتعدت عن ديني كثيرا، قبل الزواج كنت مقصرة قليلا بالصلاة، وقلت: إن شاء الله زوجي سيجعلني أداوم على صلاة الجماعة، وأذهب إلى الجامع، ولكنه لم يفعل، مع أنه كان يفعل ذلك قبل الزواج، وهو دائما يرشدني بطريقة خاطئة، وليس لدي قريب أخبره بأوجاعي، حتى أنه أخبر أخواته عن تقصيري بأمور المنزل، وذكر موضوع الطلاق أكثر من 10 مرات، مع أنه يعلم أني مررت بأمور صعبة خلال الحمل والولادة، ويقول لي: المهم أن تفعلي ما أقول!

أنا حزينة وأشعر بالضيق، وأعيش وأضحك بدون روح أو حياة؛ لأنه كرهني بحالي، وأعلم أن ذلك خطئي؛ لأني تعلقت به كثيرا، واعتبرته أكبر وأهم الأشخاص بحياتي، ولكن مع ذلك يئست منه، فكلما خطوت خطوة، يزعل مني، ويرضى بعد أسبوع، ودائما يذكر الطلاق، فأدخل بدوامة ماذا أفعل بطفلي، فهو لا يفكر به، وكيف سنعيش؟

زوجي لم يقصر معنا بشيء، ومحافظ على الصلاة، ولكن لا أعلم ماذا أفعل معه، ضاق خلقي من الحياة والعيش، مع أنه يسمح لي بأمور كثيرة، ولكن لا أعلم لماذا أشعر بذلك الضيق بعد كل مشكلة بسيطة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فضيلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

بداية: نسأل الله أن يعينك على فهمه، وأن يعينه أيضا على أن يتفهم الظروف التي تمرين بها، وأعتقد أنكما في بداية الحياة الزوجية، وأنتما بحاجة إلى معرفة الكثير، حتى تستقر الحياة وتستمر، والصعوبات التي تواجه الأزواج الجدد معروفة، وتحتاج إلى صدق وإخلاص، وحرص على معرفة الأمور التي تميز كل طرف عن الآخر.

فمن مشاكلنا: أن الرجل يعامل زوجته كأنه يعامل زميله، وهي تعامله كأنها تعامل زميلتها، ومن المهم أن يتعرف كل طرف على خصائص الشريك التي خصه الله تبارك وتعالى بها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكما على تجاوز هذه الصعاب، وإذا كان زوجك بهذه الطريقة، فنسأل الله أن يعينك على الصبر.

ولكن يبدو أن هناك إيجابيات كنا نتمنى أن تقومي بذكرها، وقد أشرت إليها باختصار عندما قلت: يسمح لي بأمور كثيرة، إذا كان يسمح بأمور كثيرة، فهذا يعني أن هناك شيئا من الإيجابيات، ونحن دائما نفضل أن تعرض الإيجابيات وتسجل وتضخم، ثم بعد ذلك لا بد أن نوقن أنه لا يخلو إنسان رجلا كان أو امرأة من السلبيات، ومن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه.

وعلى كل حال نحن ندعوك:
أولا: إلى الصبر.
ثانيا: الاجتهاد في ترتيب وقتك، والقيام بالمهام التي يحبها بقدر استطاعتك، مع إظهار الرغبة في طاعته، وحسن الاعتذار له، إذا حصل لون من التقصير.
ثالثا: أرجو أن تحاولي إشراكه في تحمل مسؤولية الطفل؛ لأن هذا من الجوانب المهمة التي تتيح لك القيام ببعض المهام، ونسأل الله أن يعينكما على الخير.

وحبذا لو تمكنت من تشجيعه في التواصل مع الموقع، وكتابة ما في نفسه، حتى نناقشه ونحاوره ونذكره بالواجبات التي عليه، فإن الحياة الزوجية فيها واجبات للرجل، وحقوق المرأة، وواجبات على المرأة، وهي حقوق الرجل، والحياة الزوجية عبادة لرب البرية، الذي يحسن يجازيه الله، والذي يقصر يحاسبه الله تبارك وتعالى.

وحتى لا تستعجلي أو يستعجل هو في أمر الطلاق، لا بد أن ندرك أن هذه الحياة لا تخلو من الصعاب، ولا تخلو من المشاكل، وأن كثيرا من الذين استقرت حياتهم واستمرت، واجهوا صعوبات في البدايات، ولكن من الحكمة والذكاء أن نستفيد من الأخطاء، وأن نتعلم من خلال الإشكالات التي تواجهنا، كما فعلت زوجة شريح ماذا تحب فآتيه؟ وماذا تكره فاجتنبه؟

فالعاقلة مثلك ترصد الأشياء التي لا يحبها الزوج لتتفاداها، والأشياء التي يحبها فتسارع إليها، وكذلك أيضا ينبغي أن يفعل الزوج، يتفادى الأشياء التي تغضبك، ويحرص على فعل الأشياء التي ترضيك، والحياة الزوجية تقوم على التعاون.

ونكرر دعوتنا لك إلى تشجيعه للتواصل حتى يعرض ما عنده، ولا مانع من أن تكتبا استشارة مشتركة، ويمكنكما طلب حجب الرسالة، إذا كنتما ستطرحا بعض الخصوصيات، حتى نستطيع أن نضع معكما النقاط على الحروف، ونصل إلى الحلول الشرعية التي ترضي رب البرية.

نسأل الله لنا ولكما التوفيق والسداد، ونكرر دعوتنا ونصحنا لك بأن تتقي الله، وتتسلحي بالصبر، وتجتهدي في القيام بما عليك، ونسأل الله لنا ولكما التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات