السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد استشارتكم في أمر يقلقني، ولا أستطيع التوقف عن التفكير في الحل.
أخي الصغير مراهق، ولاحظت أنه أصبح مؤخرا انطوائيا وعصبيا، ووجدت في هاتفه -عندما أخذته لرؤية الصور التي صورتها- مقطع فيديو -والله إنه يصعب علي قوله، لكنه يمارس العادة-، ومن وقتها لا أعرف كيف أنصحه، فأنا فتاة، وإخوتي الذكور خارج البلاد، وخائفة من ردة فعل أمي وأبي، أخشى أن تكون سيئة، ويأخذ أخي انطباعا سيئا عني، فأنا لا أريد فضحه.
أريد نصحه بهدوء، لكني لا أستطيع مواجهته، ولا أريد له الاستمرار في ما يفعل.
أفيدوني: كيف أنصحه؟ أو ماذا أفعل لكي يترك هذه العادة السيئة والمحرمة؟ حاولت أكثر من مرة، ولمحت له بأن يبتعد عن الأفلام، وأخبرته أن الكفار يفعلون أشياء محرمة، ولا يهمهم شيء، ودائما أنصحه بالالتزام بالصلاة، وهو ملتزم -الحمد لله-.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يرزقك الحكمة والصبر في هذا الأمر، وأن يعينك على التعامل مع الموقف بما يرضيه.
ما تمرين به يحتاج إلى حكمة وتوازن، فأنت تريدين الخير لأخيك، وتحاولين إصلاحه دون جرح مشاعره أو فقدان ثقته بك، إليك بعض الخطوات العملية التي يمكنك اتباعها:
- من الطبيعي في سن المراهقة أن يمر الشباب بتحديات وصراعات داخلية مع شهواتهم.
- هذه المرحلة تتسم بالفضول والتجربة، وربما يكون ما شاهده من تأثيرات خارجية مثل: الإنترنت، ووسائل الإعلام، بسبب الفضول والتجربة.
- وجودك بجانبه كموجه محب وداعم، يمكن أن يكون مفتاحا للتغيير.
- استمري في نصحه بطريقة غير مباشرة، دون مواجهة مباشرة بشأن ما رأيت، يمكنك التركيز على نقاط، مثل:
1- أهمية حفظ النفس من المحرمات، وأثرها السيء على الروح والجسد.
2- التحذير من إدمان العادات السيئة، وكيف تؤثر على القوة العقلية والجسدية.
3- قصص الصحابة والسلف الصالح في مواجهة الشهوات وضبط النفس.
4- أكدي على أهمية غض البصر، وحاولي تقديم البدائل التي تعينه على الاستقامة.
- ذكريه برحمة الله ومغفرته، وشجعيه على تقوية علاقته بالله، وذلك من خلال:
1- الاستمرار في الصلاة بخشوع.
2- تلاوة القرآن والتدبر في معانيه.
3- الدعاء والاستغفار باستمرار.
- أرسلي له مقاطع فيديو أو مقالات تتحدث عن محبة الله لعباده، وكيف أن التوبة تمحو الذنوب مهما عظمت.
- حاولي شغل وقته بأنشطة مفيدة، مثل: الرياضة، قراءة الكتب، تعلم مهارة جديدة.
- شجعيه على التفاعل الاجتماعي السليم مع الأصدقاء الصالحين.
- قدمي له بدائل ترفيهية هادفة، مثل: حضور مجالس العلم، أو المشاركة في أنشطة خيرية.
- إذا قررت الحديث معه مباشرة، فاحرصي على التالي:
1- كوني لطيفة وهادئة، وأخبريه أنك تهتمين به وتحبينه وتريدين له الخير.
2- لا تذكري أنك رأيت الفيديو، بل استخدمي الحديث عن "أهمية طهارة القلب والجسد" كمدخل.
3- قدمي له نصيحة عامة، وأظهري تفهمك أنه قد يواجه تحديات، لكن بإمكانه التغلب عليها بقوة إرادته، وقربه من الله.
- إذا شعرت أن الوضع يتفاقم، ولم تستطيعي التعامل معه بمفردك، يمكنك التفكير في إشراك أحد الوالدين والذي تثقين في حكمته وهدوئه.
- قد تكون والدتك هي الأنسب في هذه الحالة، بشرط أن تتأكدي أنها ستتعامل مع الموقف بحكمة ورحمة، دون تعنيف أو فضح.
- أكثري من الدعاء له في سجودك، وفي أوقات الإجابة، بأن يهديه الله ويصرف عنه هذا البلاء، فالدعاء سلاح عظيم، وخاصة من القلب، وتذكري قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)، وذكري نفسك وأخاك بأن الله يحب التوابين، وأنه مهما كان الخطأ، فإن التوبة النصوح تقلبه إلى حسنات.
وفقك الله وسدد خطاك، ونسأل الله أن يهدي أخاك، ويعينك على تقديم النصح بطريقة يحبها ويتقبلها.