السؤال
أنا فتاة متزوجة منذ ثلاث سنوات، وزوجي مسافر وأعيش مع أم زوجي في نفس الشقة، وتكون خالتي من الدرجة الأولى.
أنا لا أتوافق معها؛ حيث إنها شخصية وأنا شخصية أخرى، وتحدث بيننا مشاكل أكون فيها السبب؛ حيث إني سريعة الغضب كثيرا، وعندما أغضب أقول كلاما يضايقها، أحزن كثيرا بعد المشكلة؛ لأني السبب، وأخشى من الذنوب بسبب هذه المشاكل.
هي تفعل أشياء كثيرة تضايقني، لكنها لا تقصد ذلك، ولكنني أتعصب، وهي مريضة بالوسواس، وأريد أن أصبر عليها ولا أستطيع، فماذا أفعل؟ هي تصبر علي، ولا أريدها أن تأخذ حسناتي، أريد أن أنتصر عليها بالصبر، ولا أستطيع.
السؤال الثاني: هل يجوز أن أخبر زوجي بكل المشاكل التي تحدث مع أمه وأخواته؟ وهل يجوز أن أخبره بالمشاكل التي تحدث مع والدته؟ أعلم أن طبيعة الزوج الميل للزوجة، وهو أخبرني أن أحدثه بكل ما يحدث في غيابه، لكنني لا أريد؛ حتى لا تحدث فتنة بينه وبين أمه، وتحدث مشاكل مع إخوته الذكور وأمه، هل يجوز أيضا أن أخبره بهذه المشاكل أم أكون قد فتنت بينه وبين أخواته ويكون علي ذنب؟
السؤال الثالث: قبل الزواج، أغضبت أمي في أمر ما وكانت صائمة، وكان وقت الإفطار، ودعت علي وقالت "إن شاء الله يحدث لك مثل فلانة". وهذه المرأة كانت متزوجة وأنجبت طفلا وتوفي زوجها في حادث سير، وهي تعاني منذ ذلك الوقت.
أنا خائفة جدا من دعوة أمي، ولا أعرف ماذا أفعل، ولا أشعر بالسعادة؛ لأنني خائفة أن يحدث معي مثل ما حدث معها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يعينك على الصبر، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.
نحب أن نذكرك بأن الخالة أم، وأن برها من الأمور العظيمة، قال رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (أذنبت ذنبا عظيما، قال: هل عندك من أم؟ قال: لا، قال: فهل عندك من خالة؟ قال: نعم، قال: فبرها)، أخذ العلماء من هذا أن بر الخالة مما يغفر الله به الذنوب، ومن أوسع أبواب البر للخالة أو للأم، أو للأب، أو للجد الصبر عليهم، فنسأل الله أن يعينك على الصبر.
وقد أسعدنا هذا السؤال، وهو أنك سألت عن مسألة إخباره بما يحدث، ونحن نقول لك: ليس من المصلحة أن تخبريه، والواضح أن هذه الخالة أيضا تتأثر عندما تتضايق، وأنت كذلك، فهذا دليل على أن هناك فرصا كبيرة لصناعة الوفاق، فاجتهدي في الصبر على هذه الخالة، وتحملي، وتذكري المثل المصري: "من أجل عين تكرم ألف عين"، فإذا كنت تحبين زوجك فلا بد أن تصبري على والدته، فكيف إذا كانت الوالدة هي خالة لك، نسأل الله أن يعينك على الصبر.
ونكرر دعوتنا لك بعدم إخباره بالمشاكل الحاصلة، خاصة وهو بعيد، أما إذا حضر وشاهد بنفسه بعض هذه الأمور، فعند ذلك يمكن أن يناقش ويحاور، أما أن تخبريه، فإن هذا لا نؤيده، ولا نوافق عليه.
ما حصل من الوالدة، ومن الدعاء عليك، نتمنى أن تطلبي منها أن تدعو لك بالخير، وتأكدي أنه لن يصيب الإنسان إلا ما قدر الله تبارك وتعالى له، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير.
وندعوك إلى الاجتهاد في الدعاء، واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وحاولي دائما أن تجتهدي في تفادي الأمور التي تثير المشاكل، أنت بلا شك تعرفين ما الذي يزعج الخالة، ونحن نطالب الصغيرة دائما أن تصبر على الكبيرة، فالخالة أم، والصبر عليها مطلب، اجتهدي في تفادي الأمور التي تجلب غضبها، وتجلب توترها، وإذا كان الأمر كما أشرت، إنها مصابة بالوسواس، فهذا يدعوك إلى مزيد من الصبر، وإذا لم تصبر الفتاة على خالتها، فعلى من يكون الصبر، واجتهدي في إرضائها، وفي إرضاء الوالدة، وبرها، واطلبي منها، ومن الوالدة الدعاء.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب.
واعلمي أن الإنسان إذا غضب ينبغي أن يتعوذ بالله من الشيطان، يذكر الرحمن، يمسك اللسان، وهذه نقطة مهمة؛ لأنك إذا غضبت وتكلمت تندمين على هذا الكلام، عليك أيضا أن تهجري المكان الذي فيه الخصام؛ لأن الشيطان حضر فيه، إذا كنت واقفة تجلسين، إذا كنت جالسة تتكئين، وإذا كان الغضب شديدا توضئي؛ لأن الغضب من الشيطان، والشيطان من نار، والنار تطفأ بالماء، إذا كان الغضب شديدا، فصلي لله القائل لنبيه صلى الله عليه وسلم: (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون).. ثم أعطاه العلاج فقال: (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
ونذكرك بأن هذه الدنيا لا تخلو من المشاكل، نسأل الله أن يحفظك، وأن يحفظ زوجك، وأن يطيل أعماركم جميعا في طاعته.