السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي سؤال دائما يحيرني ولا أعرف ماذا أفعل؟!
رزقني الله عز وجل فهما وحفظا - فله الحمد - ومنه أصبحت ممتازة في اللغة الإنجليزية؛ حيث أنني اخترت للتعليم، فقد جعلتني الدكتورة أقوم بتعليم بعض الطلبة اللغة الإنجليزية - ولله الحمد والمنة - ولكن يأتيني سؤال دائما، وهو لماذا لا أقوم بالدعوة إلى الله عن طريق مهارتي في اللغة الإنجليزية؟ أقصد بعض الأجانب الذين لا يعرفون الإسلام حق المعرفة.
لكنني لا أعلم ماذا أفعل؟ وكيف أقوم بذلك؟ أريد أن أستخدم مهاراتي في طاعة الله ( الدعوة إلى ذي الجلال والإكرام ).
أتمنى - إخوتي في الله - أن تقوموا بمساعدتي في ذلك، لا أريد أن أخفي عليكم أنني في بعض الأوقات يصيبني التردد، فأريدكم أن تعينوني في هذا.
أسأل الله العلي القدير أن يجمعنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينفع بك البلاد والعباد.
فهنيئا لك بتوفيق الله، وشكرا لك على الرغبة في خدمة دين الله، وهكذا ينبغي أن تكون المؤمنة بالله، ومرحبا بك مع إخوة يشاركونك في خدمة دين الله، وأبشري فقد فكرت في أشرف وظيفة وهي الدعوة إلى الله، قال تعالى: (( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ))[فصلت:33]^.
فاتركي التردد، واعملي ما يغيظ هذا العدو، واعلمي أن الدعاة إلى الله أعظم الناس أجرا، فهي أرفع مقامات الدين، وهي تطيل الأعمار، ولأن يهدي الله على يديك امرأة واحدة خير لك من حمر النعم.
وأرجو أن تحرصي على تعميق المعرفة بالعلوم الشرعية، وتحرصي على الالتزام وقوة الإيمان بما تحملينه من مفاهيم وقيم، فإن الداعية يؤثر بقوة إذا كان صادق الإيمان بما يدعو إليه، وعظيم الاعتزاز بما يحمله من مبادئ.
ومن الضروري معرفة نفسيات المدعووين وملاطفتهم، وانتقاء الألفاظ والكلمات التي تقدمها لهم، وعدم الاستعجال عليهم، ويمكن استخدام العبارات القصيرة، كقولك ماذا بعد الموت؟ الإسلام يجيب عن هذا السؤال، أو تقولي لماذا خلقت؟ الإسلام يجيب عن هذا التساؤل، فإن هذا الأسلوب يسوق الغربيين إلى معرفة الإجابة النموذجية التي تخرجهم من الحيرة، ولن يجدوا الإجابة إلا في هذا الإسلام، وإذا أخلصت في مقصدك فسوف يجعل الله لكلامك قبولا وأثرا.
ونحن نوصيك بتقوى الله وطاعته، والمحافظة على وقارك وحجابك، فإن المسلمة داعية لإسلامها ببسمتها ومظهرها، وداعية إلى الله بأقوالها وأفعالها وأحوالها.
ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن ينفع بك البلاد والعباد.
والله الموفق.