السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أعاني من عرق غزير وشديد في الوجه والرأس، حيث إنني أتصبب عرقا حتى بدون بذل أي مجهود، ويتركز العرق في الجبهة والأنف والخدين، وأعلى الرقبة، ويكون بغزارة شديدة، حيث تنزل قطرات العرق باستمرار، مع العلم بأن الأشخاص المحيطين بي في نفس الجو مثلا لا يتعرقون، وبسبب هذا العرق أستهلك كميات هائلة من المناديل الورقية.
أرجو إفادتي، وهل ذلك سببه مرض في القلب؟ مع العلم بأن صحتي العامة جيدة وبنيتي قوية.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحالة التي تصفها هي ما يسمى بفرط التعرق، أو التعرق المفرط، وهي ناتجة عن نشاط الغدد المولدة للعرق.
يجب ألا ننسى أن هناك عوامل تساعد على التعرق، مثل الفصل والحرارة والرطوبة، والجهد، والحالة النفسية، ووضع الغدد الصماء، خاصة الغدة الدرقية، وبتخفيف العوامل المساعدة تخف نسبة التعرق المرتبطة بها، كما وتختلف المواضع التي تكثر فيها هذه الظاهرة من شخص لآخر، ومن موضع تشريحي إلى آخر، حسب ما قدره الله سبحانه وتعالى من قدرة هذه الخلايا على النشاط وإنتاج العرق، أي هناك تفاوتا بين الناس بمستوى ودرجة التعرق، وهذا التفاوت بين الخلائق أمر عام يشمل الشكل والطول واللون والإفرازات الدهنية والتعرق ورائحة العرق، وغيره الكثير من المقدر.
وعلينا ألا ننسى أن التعرق ظاهرة حياتية، وهي مفيدة للإنسان لأنها تعمل على التوازن الحراري في الجسم، وتحافظ على حرارة الجسم من الارتفاع.
الإجراءات من الناحية العلاجية هي واحد أو أكثر مما يلي:
- من الممكن استعمال مادة (المنيوم كلورايد) والتي توجد تجاريا باسم (درايكلور) وتستعمل مساء كل يوم لفترة أسبوعين أو أربعة، ثم بعد ذلك إن حصل التحسن المطلوب يخفف عدد المرات إلى النصف، أي مرة كل يومين كعلاج داعم، ثم يخف بالتدريج تواتر الاستعمال حسب الفصل وحسب الحاجة، وقد يكفي مرة أسبوعيا فيما بعد.
وينبغي ألا تستعمل بعد الاستحمام، ولكن يجب الانتباه إلى أن هذه المادة قد تسبب بعض التهيج في الوجه خاصة، لذلك يفضل دهنها بكمية قليلة وبالتدريج وبعد الاختبار والتحمل نزيدها، كما وقد نحصل على الفائدة المرجوة متأخرة، أو بعد دهن كميات قليلة، والأمر يحتاج إلى متابعة وتجربة وانتباه وتقييم.
- كما ويوجد مركب اسمه ديو سبراي للويس ويدمر، وهو عبارة عن محلول مادة (المنيوم كلورايد) المخفف، والذي يمكن استعماله كبخاخ، سواء على الوجه (الانتباه إلى عدم إصابة العين) أو على الجذع أو الراحتين، أو حتى على جلدة الرأس (ولو أن ذلك لم توص به الشركة المصنعة بعد) ثم يدلك وهو يخفف التعرق عند الإنسان الطبيعي وهو محتمل إلى حد كبير وسهل الاستعمال على المناطق المختلفة من الجلد، ولكنه أضعف من سابقه وتركيز المادة فيه (6%) أي أن تحمل الجلد أكثر والفائدة أبطأ.
- أما إن لم نحصل على الفائدة المرجوة، فهناك مواد كيمياوية غالية ومكلفة، ولكنها فعالة جدا مثل مادة (البوتكس) ولكن تأثيرها مؤقت، إذ قد تحتاج الحقن كل حوالي 6 شهور، ويجب أن تحقن بيد متخصص، ولكل موضع تشريحي مناطق خاصة للحقن، وهو مفيد جدا، وهذه الإبر غالبا ليس لها أضرار إن طبقت بشكل صحيح وبيد خبيرة، وفائدتها أنها تؤثر على العصب الذي يغذي الغدد العرقية فيخف التعرق بشكل واضح وسريع بعد الحقن، كما ويجب الامتناع عن تطبيق مزيلات العرق لعدة أيام، ثم يتم إجراء اختبار لمواضع العرق، وبعدها يتم الحقن ويبدأ التحسن خلال فترة قصيرة، وهذه الإبر ليست حلا جذريا إلى الآن، ولكنها مريحة لعدة شهور وسطيا 6 شهور، قد تزيد أو تنقص حسب المريض والحالة والشدة، ومشكلة هذه الإبر غلاء قيمتها وحاجتها إلى خبرة ممن يستعملها.
ختاما: الحل في مادة البوتكس على أن تحقن بيد خبيرة أمينة.
والله الموفق.