السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أتمنى لشبكتكم الموفقة المزيد من الانتشار والتألق والتوفيق في مساعدة من يحتاج النصيحة!
صديقي أصبح مدمن مخدرات وله مشاكل كثيرة، وأحاول مساعدته بشتى الطرق منذ أن عرفته، وهذا لم يكن منذ مدة بعيدة؛ فهو جزء مني ولا أسمح له بمواصلة السير في طريق الخطأ!
أسرته سيئة جدا وليس له صديق يحبه غيري، وقد أصيب بهذا الابتلاء منذ سنتين، وأسرته لا تعلم بهذا، كما أنه يشتغل طوال الصيف في أمور صعبة جدا، وهو في السابعة عشرة من عمره!
أعلم أن مرحلة المراهقة صعبة، وأن مراهقته بالذات أصعب ولكن هذا لا يبرر حاله! أحاول الاستماع إليه ولكل صغيرة وكبيرة من حياته، لكنه يخشى من أن أكون على علاقة مع الأمن، أو أنه لا يثق بي، كما أني أستعمل بعض التقنيات النفسية لمساعدته.
إن مستقبله في خطر! ويقول: إن المخدر وحش سهل، كما أن ما يتعاطاه منتشر وسهل أن يصل إليه، فأرجو أن تمنحوني نصائح تساعده في التخلص من هذا المرض، وتساعدني في الوقاية من هذا المرض أي أن أقي نفسي، إنني معافى والحمد لله ولا أفكر إطلاقا في هذا المرض، لكني أريد التأكد أكثر!
أكرر شكري لكم على مجهوداتكم، وأرجو أن تساعدوني لأن هذا مهم جدا، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ رائد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك، وأن يجعلك سببا لهداية صديقك، فخير الناس أنفعهم للناس، وأخاك أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك، وعدوك من غرك ومناك، فأدرك صديقك قبل فوات الأوان، ونحن فخورون بك وبأمثالك، وهكذا ينبغي أن يكون الإخوان، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يجمعنا في عالي الجنان، وأن يعيننا على خدمة كل إنسان.
وأرجو أن تسخر حبه لك في نصحه وتأخذ بيده، فإنه يهوى مع كل يوم يستمر فيه في تناول المخدرات التي هي آفة الآفات، وهي أخطر أنواع المسكرات، وهي أم الخبائث وأعظم المنكرات، لأنها تفتح الطريق إلى كثير من الشرور والموبقات، وتقتل في النفس عناصر الخير والمروءات، وتفقد صاحبها الغيرة على نفسه وأهله والبنات.
ولا شك أن سهولة الحصول على المخدر يضاعف من الخطورة، كما أن الأمر لا يتوقف عند نوع واحد، فإن طريق الشر لا نهاية له، وكل نوع يقود إلى ما هو أخطر منه، كما أن اشتغاله بالأعمال الشاقة أيضا يرسخ بعض المفاهيم الخاطئة، ومنها أن المخدرات تزيد القوة، وهذا كذب ووهم، فإن الأثر مؤقت وكاذب ويعقبه انهيار وضعف وضياع، حتى يصبح المخدر جزءا من حياته، فإذا لم يجده تعرض لآثار إنسحابية مؤلمة جدا.
ومما يساعدك – بعد توفيق الله – على إنقاذ هذا الصديق ما يلي:
1-اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
2-زيادة الإيمان في نفسه وتذكيره بالله وبعاقبة من يتمادى في هذا الطريق.
3-البحث في أسباب الدخول إلى هذا النفق الظلم.
4-تعريفه بآثار المخدرات على مستقبله وأسرته.
5- إبعاده عن أصدقاء الشر ومصدر الشر.
6- تهديده برفع الأمر إلى أسرته حتى يساعدو في إنقاذه.
7- تذكيره بحاجة أسرته وأمته إليه.
8- الإخلاص في دعوته فإن كلام المخلص يصل إلى القلوب.
وبالله التوفيق والسداد.