الوقاية من سماع الأصوات الغريبة والأذان والقراءة في البيت

0 696

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما أريد النوم يحصل لي شيء غريب، مثلا: إذا أتيت من المدرسة أجلس قليلا ثم لا أستطيع النوم، أسمع صوت أشخاص لا أعرفهم عندما أقرب أذني من الوسادة، تقول لي أمي: هذا فقط من التعب، ولكني لا أفهم الكلام الذي أسمعه.

ومرة أخرى عندما أريد النوم أقرب أذني من الوسادة لكي أسمع (ولكن هذه المرة تختلف عن الأولى: أسمع صوت أذان وقراءة القرآن في أذني بصوت واضح)، وعند ما سمعت قلت لأختي: إنني أسمع صوت أذان، فهل تسمعين في وسادتك صوتا؟ في البدية ضحكت! فقلت لها: جربي. قالت: نعم سمعت ثم خافت، فقالت: بسم الله الرحمن الرحيم، وأمي أيضا تسمع صوت أذان فقط ولكنها لا تسمع صوت الأشخاص.

ملاحظة:
نسمع صوت الأذان والتكبيرات تتردد (الله أكبر) تقريبا ثلاث مرات، مع أن هذا الوقت الذي نسمع فيه مختلف عن أوقات الأذان.

وأشكركم من كل قلبي على هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نوار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لسنا في هذا الكون وحدنا، بل ولسنا في البيوت وحدنا، (ما من إنسان إلا وكل به قرينه من الجن. قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا، إلا أن الله قد أعانني عليه فأسلم).

كما أن في البيوت عوامر، والجن من مخلوقات الله، وفيهم الصالح والطالح، والبر والفاجر، قال تعالى: (( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا ))[الجن:11]، وقد أسلمت طائفة منهم وانطلقوا دعاة إلى الله في قومهم، وليس للشياطين سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، (( إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ))[النحل:100].

وإذا دخل الإنسان بيته فذكر الله منع الشياطين من الدخول، فإذا وضع له الطعام فذكر الله منعهم من الطعام؛ لكن الشياطين تعشعش في بيوت الغافلين، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا، وتشاركهم في طعامهم وشرابهم وحياتهم، قال تعالى: (( وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ))[الإسراء:64].

ولست أدري ما هي حال أسرتكم من ناحية الذكر والصلاة والطاعة لله، ومنذ متى حصل هذا الأمر؟ وهل في بيتكم معاص ومخالفات وصور وتماثيل وآفات، أم هو بيت يخلو من المنكرات وتقرأ فيه الآيات؟!

والإجابة على هذه الأسئلة مما يعين على الحل، ولن يضر الشيطان أحدا إلا بإذن الله، وكيد الشيطان ضعيف، والمؤمن يستعيذ بالله العظيم من كيد الشيطان الحقير الضعيف، ويرسخ عقيدته وتوحيده بالله العزيز الحكيم، ويستحضر عظمة الله، ويستعين بمن يقول للشيء: كن فيكون.

وإذا سمع المسلم أصواتا غريبة أو شاهد أشياء مخيفة فإن عليه أن يذكر الله ويتلو كتابه، ولا بأس من أن يؤذن بالصلاة، كما قال سعد بن خيثمة رضي الله عنه لولده وقد أرسله في حائط، فسمع الغلام صوتا يناديه، فكان إذا التفت لم يجد شيئا، فذكر ذلك لوالده فقال: (لو كنت أعلم أنك تلقى مثل هذا ما أرسلتك، ولكن إذا سمعت شيئا فأذن بالصلاة ولو في غير وقتها؛ فإن الشيطان إذا نودي للصلاة أدبر وله ضراط حتى لا يسمع التأذين).

ولست أدري هل تسمعون أذانا كاملا صحيحا وقراءة صحيحة للآيات، أم هناك أخطاء في كل ما تسمعونه؟!

ولا داعي للخوف في كل الأحوال، واجتهدوا في طاعة الكبير المتعال، وأكثروا من تلاوة القرآن، وخاصة آية الكرسي وخواتيم البقرة والمعوذتين، وحبذا لو قرأتم سورة البقرة كاملة، وحافظتم على أذكار الصباح والمساء، فإنه لن يضركم ما تسمعون من أصوات إذا أطعتم من يجلب الخير ويصرف الشرور والآفات.

وأرجو عرض هذه المشكلة على من حولكم من العلماء الفضلاء، بعد التوكل على رب الأرض والسماء، واشغلوا أنفسكم بالذكر والتلاوة، وطهروا داركم من كل ما يجلب الشرور والشقاوة، واعلموا أن الله يدافع عن الذين آمنوا، وأنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات