السؤال
تقدم لي شاب ذو دين وخلق، وهو صديق العائلة ويعرفنا منذ قديم الزمان، وهو وسيم وجميل الشكل، بل وأجمل مني بكثير، وأخاف أن يؤثر ذلك على تعامله معي، وهل سيحبني وهو أجمل مني؟ فأنا بالنسبة له غير جميلة! ووالدي مرحب به لأن والدي يحبه جدا ويحب أسرته، فماذا أفعل؟ هل أوافق عليه أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن تقدمه لك من دون البنات، واختيارك من بين زميلاتك والصديقات، يدل على أنه يميل إليك، وهذا هو المدخل إلى المحبة والتقدير، وهو مبشر لك بالخير الكثير، فإن الرجل لا يطلب يد امرأة إلا إذا وجد فيها ما يدعوه لنكاحها، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
فلا تترددي في القبول برجل له خلق ودين وارتضاه والدك، وهو لك من الناصحين المحبين، وتهمه راحتك وسعادتك في الدارين، واعلمي أن جمال الرجل في أخلاقه ورجولته، وكماله بخوفه من الله، وبحسن المعاشرة لأهله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
وأرجو أن تعلمي أن أصحاب الدين والأخلاق لا يفكرون بهذه الطريقة، ولا يقفون طويلا عند المظاهر، وإنما يركزون على نقاء المعدن وصفاء السرائر، واعلمي أن جمال الظاهر لا يعني شيئا إذا لم يكن معه كمال في الباطن، وعمر جمال الأشكال محدود، ولكن جمال الخصال لا يزول.
فاحمدي الله الذي ساق إليك صاحب الدين المحبوب عند والدك، وهو عليك أمين، ولا تستمعي لوساوس الشياطين، وكوني لله من المطيعين، والمرأة لا تعرف جمالها وموقعها في النفوس، كما أن وجهات النظر تختلف، ولذلك قيل: (لولا تعدد الأذواق لبارت السلع) وكل أنثى جميلة بحيائها وحجابها وحسن سمعتها، وجميل طلعتها ونشاطها وحركتها، وعذوبة ألفاظها وتناسق هندامها؛ فسبحان من خلق الإنسان في أحسن تقويم وسواه وعدله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته، والتزام أوامره واجتناب نواهيه، وأشغلي نفسك بالذكر والتلاوة، ونسأل الله لنا ولك الهداية.
والله الموفق.