السؤال
أعاني من إكزيما في الدم وذلك منذ الصغر وتنشط قليلا وتهدأ سنوات كثيرة، والآن أعاني من الحكة الجلدية واحمرار أذني ويدي ورجلي وحكة في عيني وفي مخارج المناطق الحساسة، وأحيانا أتوتر وأنفعل فيثقل لساني ويتورم، مر علي حوالي ثلاث سنوات، وأنا أتعاطى الدواء، وآخره نوع اسمه زيلوفين وعندما آخذه أشعر بهبوط في القلب وتخدير في الجسم، ورغبة في النوم، وعدم الحركة، ولكنه يسكن الهرش تماما لذا أرجو من سيادتكم وصف العلاج المناسب أو الطبيب المناسب الذي يفيدني في علاج هذه الحالة؟
جزاكم الله خير الأجر والثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هيثم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما تشتكين منه هو غالبا الأكزيما البنيوية، وإن الثقل الذي يصيبك هو بسبب مضادات الهيستامين، والتي يمكن أن تستبدلينها بالحديث الذي لا يسبب النعاس وأعراضه الجانبية أقل وتأثيره مديد.
فالأكزيما البنيوية أو التأتب هي مرض مزمن ننصح المرضى به بما يلي:
- يجب تجنب جفاف الجلد، وذلك بالاستعمال المتكرر للمرطبات؛ لأن الجفاف يتلوه حك وسحجات تنتهي بالإنتان وزيادة التأكزم والدخول في المضاعفات.
- المغاطس أو غمس الجسم بالماء الفاتر أو الدافئ لمدة 10 دقائق، ثم دهن المرطب العازل مثل الفازلين قبل أن يجف الجلد، وبذلك يبقى الماء في الجلد ولا يتبخر ويعطي رطوبة في الجلد قد تستمر لساعات أطول.
- هناك مستحضرات جديدة لإبقاء الجلد رطبا لفترات طويلة، مثل الـ ريبير يامانوشي واندريال روك والأحدث وهو حمض النيكوتين 1% الموضعي
(وهو غير موجود حاليا) وغيرهم الكثير.
- يجب الابتعاد عن الغبار والمثيرات الأخرى، وكل الأشياء التي تتطاير منها الجزيئات مثل الحيوانات (الطيور والقطط) والنباتات (ذات الجزيئات الطيارة) والجمادات (السجاد وغباره وأمثاله) وهكذا حسب معرفة المريض لما يثير مرضه.
- يفضل ألا يستعمل السجاد في البيت؛ لأنه يحمل الغبار، وأن تكون حشوة المخدة قطنية وغلافها جلدي والفراش مغلفا بمادة جلدية لاتتطاير أجزاؤها، ولا ما بداخلها، وألا يكون في غرفة المريض زوايا تحمل الغبار، وأن يتم التنظيف للغرفة بغياب المريض بواسطة المكنسة الكهربائية، أو باستعمال الماء، وليس بالكنس الذي يسمح بتطاير الجزيئات فتثير الحساسية.
- كما ويجب مراعاة نفسية المريض دون دلال مفرط مفسد، ولا شدة تزيد من عنائه.
- ويجب تجنب الخروج أيام تطاير الجزيئات في الجو على اختلاف مصادرها.
- عدم الدخول والخروج من أوساط متفاوتة الحرارو والرطوبة قدر الاستطاعة، أي الحياة بوسط معتدل مستقر ماديا وعضويا ونفسيا.
للمساحات الصغيرة تبقى المراهم الكورتيزونية هي الحل الفعال، ولكن لا تستعمل لفترات دون الإشراف الطبي، كما ويمكن استعمال البدائل الحديثة للكورتيزونات مثل الماكروليماس والبيماكروليماس، ولكنها غالية وبالطبع لأنها جديدة وحديثة، يجب أيضا المتابعة مع الطبيب ولا تؤخذ دون إشراف.
أما إذا كانت المناطق المصابة ذات مساحات متوسطة أو كبيرة، فيجب عندها إدخال الأدوية الجهازية العامة مثل الكورتيزونات أو السيكلوسبورين، ولكل منها بروتوكولها الخاص الذي يحدد الجرعات والتابعة والاستطبابات ومدة العلاج، وهكذا.
كثير من المرضى يحتاج مضادات الهيستامين المنومة، وذلك لتهدئة المريض والحكة بشكل غير مباشر، ولكن إن أثرت وأعطت أعراض عدم تحمل، فلا مانع من استعمال الحديثة والتي ليس لها تأثير منوم كما ذكرنا في أول الجواب.
المضادات الحيوية قد تؤخذ لفترات طويلة، وذلك لقتل الجراثيم المتعايشة على سطح الجلد والتي تعمل كمولدات أضداد (مثيرة للحساسية) وبذلك تهدأ دائرة تحريض المرض.
من العلاجات المفيدة جدا والتي قد تؤدي عند نسبة عالية من المرضى إلى الاستغناء عن أغلب الأدوية ما عدا المرطبات، هو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، والتي تحتاج إلى مراكز متخصصة، وغالبا ما يتحسن المرض تدريجيا خلال أسابيع، وقد يحتاج علاجا مساعدا في بدء العلاج ليستطيع تحمله أكثر.
وهناك نوع أحدث من الأشعة فوق البنفسجية وهي (Uva 1) وهي فعالة جدا ولكن غير متوفرة بشكل كبير، نظرا لغلاء أسعار الأجهزة، ولأن استعمالاتها خاصة وقليلة.
الحالات التي لا تستجيب تحتاج مراكز متخصصة للتثقيف والعلاج والمتابعة.
الحل الجذري غير موجود، إلا أن تجنب المهيجات للمرض يعتبر أسلم وأرخص السبل، وقد تغني عن العلاج، وإلا فلابد من العلاج حسب الحالة واللزوم.
هذا هو النصح والعلاج، ومع ذلك فهناك حالات لا تستجيب للعلاج حتى في أرقى المراكز، حيث يحتاج المريض العلاج بالغلوبيولينات المناعية عن طريق الحقن، وهو علاج مكلف ويعطى في غرفة العناية المركزة، ونتائجه طيبة ولله الحمد.
ننصح بمراجعة طبيبة أمراض جلدية لتوثيق التشخيص وتقييم درجة المرض واختيار الأنسب من العلاج المذكور، وحسب سؤالكم نرشح لكم الدكتور محمد هاني التونسي في مصر وغيره من الثقات كثير لو تعذر الوصول إليه.
ونسأل الله لك الشفاء العاجل، وبالله التوفيق.