السؤال
السلام عليكم
أكتب لسيادتكم آملة أن تنصحوني بما فيه مصلحتي، مع الشكر سلفا.
أنا متزوجة منذ 7 سنوات، ومنذ خطوبتي وأنا مراعية لظروف زوجي المادية، ولم أطلب ما تطلبه الفتيات من جيلي، حتى أنني وجدت عنده غرفة النوم والمواد التجميلية موجودة نظرا لكونه كان خاطبا، وقلت: لم الخسارة ثانيا؟ فقبلت بكل شيء قائلة بالمثل بأن زوجي سوف يرى هذا ويقدرني أكثر.
وتواصلت على هذا المنوال حتى لا حظت بأنه تعود على عدم مطالبتي بالأشياء حتى الأساسية، وأصبح يستاء من أي طلب، وأحيانا يقول: هذا جديد عليك! المهم أن إحساسي بأنه لا يهتم بإحساسي وبي، خاصة أنني أتمنى لو هو يبادر إلي بشيء كما أفعل أنا.
إضافة إلى المشكلة الكبرى فإن أمه طيبة، ولكن لسانها لادغ بصفة غريبة، فهي تتفوه دون المبالاة بك وبشعورك من دون سبب، وهي على خطأ، وهو يعرف هذا، وأنا تعودت الآن عليها، وأصبحت لا أبالي بقولها، ولكني في بعض الأحيان عندما يكون حاضرا أغضب لأنه لا يقول شيئا لها، وعندما أتساءل فعوضا من أن يهدئني يقول: هذه أمي ماذا أفعل؟ وهنا يجن جنوني وتصبح خصومة.
أنا تمنيت زوجا يكون شغوفا بي، ويكون ودودا لي، ويحس بي إذا ظلمني أحد، وهذا هو طبعي معه، ولكن طبعه غير هذا، وأنا أصبحت أعامله بالمثل مما لا يعجبه، وأنا لا أريد هذا ولكن أريده أن يحس بي.
أرجو أن تنصحوني، وأنا بحول الله سأعمل بالنصيحة، لأني أصبحت مع هذه المشكلة متأزمة لدرجة أنني فكرت بزيارة طبيب نفسي.
وشكرا لسعة صدركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا تتركي ما أنت عليه من الأدب والخير لأجل تقصير زوجك في حقك وعدم إكرامك كما يفعل مع الغير، واقصدي بكل ما تقومين به وجه الله الذي سيجازي بمثقال ذرة من الخير.
وقد أسعدتني طريقتك في التعامل مع والدته وصبرك عليها، وهذا دليل على كمال عقلك وحسن تربيتك، ويكفي أن يعرف أن أمه تخطئ عليك، وأرجو أن لا تطالبيه بأن يتخذ مواقف ضد والدته، خاصة في حالة وجودك معها، وذلك لأنها الأكبر سنا وهو مأمور ببرها والإحسان إليها، وليس من برها السكوت على ظلمها لك أو لغيرك، ولكن ليس من الحكمة ولا من الأدب أن يحرجها أمامكم.
ونحن لا نوافق زوجك على بخله، ولكننا ندعوك إلى أن تقدري ظروفه حتى يأتي بإذن الله بالكثير، ولا تقابلي جفوته بالمثل، فإن ذلك لا يأتي بخير، فإن مقابلة الشر بالمثل ما هو إلا إضافة شر إلى شر، وإذا كنت قد صبرت سبع سنوات فواصلي المشوار، واعلمي أن الصابرين لهم عقبى الدار.
ولا بأس من المطالبة بحقوقك بهدوء ومحاورة زوجك في الأوقات المناسبة، بعيدا عن والدته ومشاكلها، وأنت مشكورة على صبرك وواقعيتك في التعامل معها، فإن تغيير كبار السن ليس بالسهل.
وحبذا لو قمت بتسجيل إيجابيات زوجك في ورقة وقمت بعرضها عليه في لحظات الصفاء، وقلت له: أتمنى أن تنتبه لكذا وكذا، فإن لكل شخص مفتاحا، والمرأة العاقلة تعرف أقصر الطرق إلى قلب زوجها، وإذا كنت -ولله الحمد- صابرة على أذى والدته ولسانها، فقد نجحت في امتحان يعتبر من أصعب ما تتعرض له الحياة الزوجية.
وعليك بتقوى الله والصبر والدعاء، وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد ** وبالتقوى يلين لك الحديد
ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وبالله التوفيق والسداد.