السؤال
السلام عليكم
لم أكن أعاني من الحساسية يوما إلى أن جاء ذلك اليوم الذي أحسست فيه برغبة شديدة في الحك وخاصة في يدي ورجلي وظهري، في البداية ظننت الأمر عارضا لكن استمرت الحكة بشكل جنوني حتى أني لم أكن أنام في الليل، وأقضي الساعات في الهرش الشديد.
كانت تظهر بقع حمراء ثم تتحول إلى اللون البني القاتم، وذهبت للطبيب الجلدي وطلب مني فحص الدم ولم يعرف السبب، ولكن كانت نسبة الحساسية زائدة فوصف لي إبــر حساسية لمدة 10 أيام ومرهما مقشرا حتى يذهب آثار الحساسية.
صحيح أني الآن لا أشعر بتلك الحساسية الشديدة لكن لون جلدي الطبيعي ليس مثل السابق فقد أصبح لونه أغمق، بالإضافة إلى أن يدي تزداد اسودادا يوما بعد يوم، وأشعر برغبة في الهرش أحيانا حتى بعد الاستحمام، لكني أقاومها ولا أدري ما هو السبب!
عندما قرأت بعض الاستشارات شككت في أنها قد تكون الحساسية البنيوية التحتية فأفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الوصف والحكة الشديدة المفاجئة، وخاصة في الليل، توحي بوجود عدوى بطفيلي، ولكن التحسن على العلاج الذي هو إبر للحساسية يبعد هذا التشخيص، إن لم ينكس المرض ويعود.
إن الحساسية والحكة أيا كان سببها، تساعد على ظهور اسوداد في الجلد يسمى التصبغ التالي للالتهاب أو التالي للحكة.
فهل السبب الآن هو: التصبغات، أم الحساسية، أم عيار الدم ودلالته على الحساسية، أم أن هناك احتمالا آخر؟ وسنبدأ بمناقشة واحدة تلو الأخرى.
فإن كانت التصبغات فيمكن استعمال اليونيتون 4 أو الأتاشي أو الفيدينغ لوشن أو الفوتوديرم وايت أوبجيكتيف أو الإلدوكين 4% أو غيرها من الكريمات المبيضة الموجودة في أسواقكم، ويجب أن يراعى فيها عدم تهييجها للجلد وعدم إثارتها للحكة ونرشح لكم الأول والرابع من المذكورين أعلاه.
وإن كانت المشكلة هي عودة الحساسية وعدم استجابتها للعلاج، فعندها علينا نفي العدوى، خاصة إن أصيب أفراد آخرون في الأسرة، أو أصيب البطن وجلد الثدي والإليتين وعندها العلاج بالبينزايل بنزوات.
وإن كان عيار الحساسية مرتفعا في الدم، فما هو هذا العيار وما اسمه حتى نستطيع أن نحكم على الحساسية وهل هي البنيوية أم لا (غالبا ما يرتفع Ig e) في الأكزيما البنيوية ولكنها لا تظهر فجأة كما ذكرت، أم أن الكريات الحامضة هي التي ارتفعت.
بإمكاننا أن نضيف بأن الحساسية التي تظهر على الأيدي والأرجل في المواضع المكشوفة توحي بالتهاب الجلد الضيائي، سواء بعد تعرض مديد للشمس أو أخذ أدوية أو أطعمة تزيد الحساسية للشمس، ولكن في هذه الحالة يجب أن يصاب الوجه إن كان مكشوفا.
أخيرا: هناك ما يسمى بالأكال (Prurigo) وهو ظهور اندفاعات جلدية حاكة على المواضع المكشوفة تشبه لدغ الحشرات، وعلاجها باستعمال كريمات الحساسية مثل الكيوتيفيت، وحبوب مضادات الهيستامين مثل اللأورياس مرة يوميا عند اللزوم، وفي الحالات الشديدة قد نحتاج إلى الكورتيزون عن طريق الفم أو الحقن.
والله الموفق.