السؤال
أحس بالمسؤولية تجاه معظم الأمور القريبة مني، أيضأ لا أستطيع إنهاء عملي بسرعة، وأتأخر في إنجازه لسبب الخوف من الآخرين وملاحظة النقص أو التقصير في عملي لدرجة تراكم الأعمال علي.
أيضا لا أستطيع رفض طلبات الآخرين مني، وأحمل نفسي عبئا لمحاولة إنجاز طلباتهم، أيضا أؤجل أعمالي إلى موعدها المناسب لدرجة تراكمها وإهمالها في بعض الأحيان، وأيضأ أشعر بحرارة.
وبعض الأحيان أتعرق عند بذل مجهود ذهني في استخراج المعلومات وصياغة الجمل عند كتابة التقارير في العمل عكس زملائي معي، وكذا تشتت الأفكار.
أيضا أعاني من ضعف الذاكرة لدي جدا مع ضعف السمع، وهو حالة وراثية منذ عمري 12 السنة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمما أوردته في رسالتك، يتضح أنك تعاني من حساسية في شخصيتك، كما أنك تراقب نفسك أكثر مما يجب، وتحاسبها بقسوة فيما تقوم به من أعمال، لا أود أن أقول أن شخصيتك تحمل بعض سمات القصور والاعتمادية، ولكن لابد لك أن تكون أكثر قوة ومثابرة وإصرارا على الإنجاز.
هنالك أعراض للقلق النفسي أيضا، وهي تتمثل في الشعور بالحرارة وتشتت الذاكرة والتعرق، هذه بالطبع تجعلك مهتز الثقة أكثر.
بخصوص القلق سوف -إن شاء الله- نصف لك دواء لعلاجه، ومن هذه الأدوية دواء يعرف باسم موتيفال، أرجو أن تبدأ في استعماله بمعدل حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحا ومساء واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها بعد ذلك إلى حبة واحدة لمدة شهر، ثم توقف عنها.
هذا إن شاء الله سوف يزيل عنك القلق والتوتر، وسوف يحسن الذاكرة أيضا لديك، وتبقى الأمور الأخرى وهي تأجيل الأعمال ومحاولة إنجازك لطلبات الآخرين حتى ولو كان ذلك على حسابك.
أيها الأخ الفاضل! أنت محتاج لأن تتعلم فن إدارة الزمن، عليك حين أن تستيقظ في الصباح، أن تضع جدولا زمنيا للأعمال والمهمات التي تود القيام بها، ولابد لهذا الجدول أن يكون متوازنا، ومن جانبك لابد أن تكون ملتزما بتنفيذ كل ما ورد في هذا الجدول دون تراخ أو مساومة مع النفس.
هذه هي الطريقة الوحيدة التي سوف تحسن الدافعية لديك، وتجعلك لا تتراخى وتحتم على نفسك الإنجاز في الوقت المطلوب، وبالتأكيد يمكن أن يشمل الجدول الزمني لديك أوقاتا للراحة وأوقاتا للترفيه وأوقاتا للرياضة... وهكذا.
لابد لك أن تتصور دائما في تفكيرك أنه من الواجب على الإنسان أن يكون مقداما وأن يكون مصرا على الإنجاز، وعليك أيضا أن تتمثل بالمتفوقين والذين لا يتأخرون في إنجاز أعمالهم وواجباتهم، عليك أن تتخذهم قدوة.
كما عليك – يا أخ أسامة – أن تتذكر دائما أن ديننا الإسلامي هو دين الانضباط ودين الإنجاز، والدعوة لعدم التكاسل وتأجيل الأمور، هذا هو الذي أرى أنه سيفيدك جدا إذا اتبعت هذه الإرشادات.
يمكنك أيضا أن تستعين بأحد الأصدقاء المقربين لديك، والذي تراه متفوقا في إنجازه ولا يؤجل ما عليه، يمكن أن تقتدي به ويمكن أن يساعدك في بعض المهام، حتى تكون قوة الأداء وعدم التأخر مثل ما يفعله أيضا، هذه يا أخي كلها وسائل نفسية وسلوكية ضرورية، وأرى أنه بشيء من الاجتهاد والجهد سوف تتحول هذه السلبيات إلى إيجابيات إن شاء الله.
أما بالنسبة لصياغة الجمل، فعليك بالمزيد من الاطلاع، ويمكنك أن تحفظ بعض الجمل وبعض الأقوال المأثورة، وتحاول أن تدخلها فيما تقوم به من كتابة للتقارير، هذا ليس بالصعب أبدا، اقرأ واستمع كذلك للمتحدثين والمؤثرين في حديثهم، وحاول أن تقتبس من أقوالهم، وسوف تجد إن شاء الله أنك أصبحت أكثر اقتدارا لكتابة التقارير.
وبالله التوفيق.