كيف يمكن تحقيق التركيز في الدراسة والخشوع في الصلاة؟

0 457

السؤال

كيف يمكن تحقيق التركيز في الدراسة والخشوع في الصلاة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hanae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرغبة في الخشوع ومعرفة قيمة الخشوع في الصلاة هي أهم وسائل تحقيق الخشوع الذي هو أول صفات المفلحين الذين وصفهم ربنا فقال: ((قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون))[المؤمنون:1-2]، كما أن الرغبة في التركيز والانتباه في الدراسة هي أول عتبات النجاح بعد توفيق ربنا الفتاح.

ومرحبا بك في موقعك وفي صحبة آبائك وإخوانك، وكم نحن سعداء بهذا الطموح العالي والهمة الرفيعة، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يكثر في بناتنا مثيلاتك، وأن يحقق لك مقصدك ومرادك.

ابنتي الفضلى: لقد -والله- سألت عن أمر عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، فاسألي الموفق سبحانه، واصدقي في طلبك للخشوع وجاهدي من أجل تحصيله.

وهذه بعض الأشياء التي تساعدك على الخشوع في الصلاة بعد توفيق الله وهي كما يلي:-

1- حب الصلاة وجعلها قرة عينك كما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولذلك لما سأل الناس سليمان الداراني وقالوا له: أتحدث نفسك بالصلاة؟ قال لهم: (وهل شيء أحب إلي من الصلاة حتى أحدث نفسي به فيها؟).

2- الاستعداد المبكر للصلاة وانتظارها بالأشواق والانتهاء من الاحتياجات الملحة، قال عدي بن حاتم: ( ما أذن المؤذن لصلاة إلا وقد أعددت لها قبل ذلك وضوءها وأنا لها بالأشواق) وقال صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان).

3- استحضار عظمة من تقفين بين يديه كما قال سليمان الداراني وقد لاحظ الناس عليه علامات الخوف عند إقامة الصلاة قال لهم: ( أتدرون بين يدي من أريد أن أقف؟).

4- تدبر الآيات والأذكار وإدراك قيمة الإقبال على الواحد القهار.

5- أداء الصلاة في مكان معتدل وفي ثياب نظيفة ساترة واسعة.

6- المجيء للصلاة من مكان طاعة وبر.

7- المواظبة على الصلاة والإكثار من النوافل.

8- تكرار المحاولات والإصرار على تحقيق الخشوع فإن الإنسان إذا رغب في شيء ناله.

أما بالنسبة للتركيز والانتباه في الدراسة، فسوف يعينك عليه من تخشعين له وتسجدين بين يديه، فإن الخير كله بيده، ولا خاذل لمن وفقه، فكرري اللجوء إليه، وتذكري حلاوة النجاح، وفوائد التفوق والفلاح، وفرغي ذهنك من المشاكل وكرري الدرس بعد سماعه، ونظمي وقتك، وأعطي جسمك حقه من الراحة وحظه من الغذاء، واعلمي إن للإنسان قدرات عقلية عالية وهبها له ربه.

واعلمي أن شكرك لله يجلب لك المزيد، وطهري قلبك من الحقد والغل والجسد، واجتهدي في بر الوالدين وصله الأرحام، فإن الإنسان ينال ثمارها في هذه الدار مع ما ينتظره من الخير عند قيام الناس للواحد القهار، وحاولي الانتباه للدرس وأشركي حواسك في الفهم ولخصي المسائل المهمة، ولا بأس من وضعها على المنضدة وتعليقها في الزاوية.

ونسأل الله أن يكتب لك النجاح والهداية، وأن يلهمك رشدك، وأن يصلح لك البداية والنهاية.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات