كيف أسعد زوجي وأنسى الحب القديم؟

0 46

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سبق لي واستشرتكم في موضوع، وبدأت أعمل بنصيحتكم السديدة، فلا خاب من استخار واستشار.

طمعا في رضا الوالدين والأهل، وافقت على الزواج بابن عمي، رغم المعاناة التي سأعيشها؛ لأنني لا أحب ابن عمي، ولكني أطمع أيضا في رضا الله، ونيل راحة البال، فدلوني أثابكم الله على صالح الأعمال كيف أتكيف مع ابن عمي؟ وكيف أجعله بدوره يتكيف معي؟

علما بأني ما زلت أحب شخصا آخر، فكيف أعيد البهجة لقلبي وأسعد بمن اختاره أهلي لي؟ فأنا لا أخفي عليكم خائفة أن أبقى أسيرة الماضي، ولا أنجح في كسب حب زوجي لي.

أكرر لكم شكري وامتناني، أعانكم الله فأنا أعلم جيدا مدى الجهد الذي تبذلونه لأجلنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لن يخذل الله من قدمت رضاه، ثم رغبت في إرضاء والديها، وأرجو أن يبارك الله لك في العلاقة المشروعة الحلال، فراقبي الكبير المتعال، وأكثري من اللجوء إليه في السؤال، فإنه كريم ذو الجلال، يقبل طاعة النساء والرجال، ويغير من حال إلى حال.

نحن ننصحك بأن تتذكري ما في ابن عمك من المزايا والإشراقات، فإنه منك وإليك، وتربطك به علاقة الإيمان والأخوة في الله، وعلاقة القرابة وعلاقة الزوجية، وهو أشفق عليك من غيره، وفي زواجك منه مزيد ترابط للأسرة ولم للشمل، وهو أصبر عليك من غيره، وأنت كذلك، حتى قيل في الأمثال الشعبية: (أتزوج ابن عمي وأتغطى بكمي).

وقديما قال الشاعر العربي:
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه فهل ينهض البازي بغير جناح

أما بالنسبة لعلاقتك السابقة؛ فنحن ننصحك بقطعها تماما، والتخلص من كل شيء يذكر بها، وترك كل طريق يوصل إلى تجديدها، ومن الضروري كتمانها عن أهلك وزوجك، والإقبال على حياتك الجديدة، فإن ذلك مشغلة لك عن سواها، وكوني لابن عمك أرضا يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبدا، واحفظي سمعه وبصره وأنفه، فلا يسمعن منك إلا طيب الحديث، ولا يشمن منك إلا أطيب ريح، ولا يرى منك إلا كل جميل مليح، واعلمي أن الحياة الزوجية مودة ورحمة، وعطاء وأخذ، وصبر واحتساب، وتمسك بمنهج السنة والكتاب.

اعلمي أن القلوب ترقص طربا بالإيمان بالله وذكره، والتواصي على طاعته، ولن يبتهج قلب إلا بطاعته لله، فإن المعصية تنقص اللذات، وتذهب لون الحياة وطعمها، وتورث النكد والشقاء، وأكثر من ينتحر من العصاة، أولم يقل ربنا في كتابه، (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) [طه:124].

استغفري الله مما كان، وتوجهي إلى مالك الأكوان، وتعاملي في حياتك بما هو حلال في الإمكان، ولا تفكري في رجل لم يتقدم قبل ابن عمك، واعلمي أنك لن تسعدي مع رجل لا يقبله أهلك؛ لأن الإنسان جزء من أهله، ولا يستغني عنهم، وأهل الفتاة مرجعها ومأواها، وحراسها وحماتها، لا يريدون لها إلا خيرا، ولا يرضون لها ظلما ولا ضيرا.

قد أسعدتنا بهذه الروح وتلك الرغبة في النجاح، ولن يضيعك ربنا الكريم الفتاح، فابذلي أسباب الفلاح، وخذي بيد ابن عمك إلى طريق الصلاح.

نسأل الله أن يلهمك الخير ويرزقكم الصلاح والإصلاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات