السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 39 عاما، متزوج وعندي خمسة أطفال، منذ ستة أشهر تقريبا أصبت بألم في حلقي وقمت بمراجعة العديد من الأطباء المتخصصين في هذا المجال، وكانت النتيجة أنه مجرد التهاب عادي وسوف يزول تدريجيا.
ولكن من هنا بدأت المشكلة؛ حيث إنني أصبحت أتوهم أنني مريض بمرض خطير جدا لا يمكن الشفاء منه، وبعد شهرين تقريبا أصبحت تراودني حالة غريبة جدا تتمثل في عدم شعوري بنفسي، وأنني أعيش في وهم وخيال وليس حقيقة، وأقول بيني وبين نفسي: من أنا؟
كما أصبحت كارها لكل شيء في هذه الدنيا حتى زوجتي وأولادي، وأحيانا أجلس لوحدي وأبكي ..
الرجاء إفادتي عن حالتي ووصف العلاج المناسب لها.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أيها الأخ الفاضل: هذه الحالات تعرف بحالات المراء المرضي، وهي أن الإنسان حين يصاب بأي نوع من الآلام خاصة في مناطق حساسة كالحلق ولا يجد حلا لها حتى وإن كان الأمر بسيطا تؤدي إلى نوع من الرواسب الفكرية الوجدانية الداخلية، ويصبح الإنسان مشغولا، لا أقول يتوهم أنه مصاب بمرض ما، ولكننا نعيش في زمن كثرت في الأمراض، وكثر الحديث في الأمور الطبية في وسائل الإعلام، وهذا في نظري قد ساهم كثيرا في أن يصبح الناس مشغولين جدا بصحتهم.
أيها الأخ الفاضل: ما دام الأطباء قد أكدوا لك أنه لا يوجد أي شيء، وأن الأمر مجرد التهاب، فأرجو يا أخي أن تأخذ هذا الكلام بثقة، وأرجو أن تقتنع به، وأرجو أن تدعو لنفسك بالشفاء، وأرجو ألا تتنقل بين الأطباء، فهذا أمر ضروري جدا يا أخي.
لقد تولد لديك نوع من عسر المزاج، وهذا بالطبع ظهر في شكل عدم القدرة على التكيف، ومن الواضح أنك أيضا أصبحت تعاني من شعور عام بالإحباط، وأصبحت مفاهيمك ونظرتك سلبية نحو الدنيا ونحو أسرتك الكريمة، وكذلك أصبحت تميل إلى الانعزال.
أخي: أرجو أن تخرج نفسك من هذا التفكير السلبي، فأنت والحمد لله لديك زوجة ولديك ذرية، والحمد لله أنت بخير..، وهذه الأمور لا بد أن تتمعن فيها، وتتفكر فيها بإيجابية، فأنت لديك الكثير الذي تعيش من أجله بصورة منشرحة وبصورة فعالة.. هذا أمر ضروري جدا.
سوف أصف لك أدوية ممتازة، وثق تماما أنها سوف تكون سببا -بإذن الله تعالى- في إزالة كل الذي لحق بك، والدواء الرئيسي يا أخي هو دواء مضاد للاكتئاب والقلق، وهذا الدواء يعرف باسم (بروزاك)، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، وتستمر عليه لمدة أربعة أشهر، أي كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنه.
ويوجد دواء آخر يعتبر دواء داعما ومساندا، يعرف باسم (دوجماتيل)، أرجو أن تتناوله بجرعة 50 مليجرام، كبسولة واحدة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عنه.
إن شاء الله -يا أخي- هذه الأدوية ستكون سببا تاما في إزالة ما تعاني منه، فقط عليك التفكير الإيجابي المنطقي، وكن أكثر توكلا، واشغل نفسك في عملك وفي عباداتك ومع أسرتك وأصدقائك.
وبالله التوفيق.