الهلع والرهاب وأثر ذلك على القلب

0 457

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي بدأت بالتحديد في الصغر، حيث كنت دائما أفكر في الموت، وأخاف منه وأن قلبي مريض وسوف أموت منه، حتى أنني كنت بين الحين والآخر أقيس النبض لنفسي مع أني استشرت طبيبا ولم يجد عندي شيئا، ولكن الفكرة دائما كانت معي ودائما أشعر أنني سوف أموت.

وكانت عندي فكرة دائما تسيطر علي، هي أن سرعة ضربات قلبي تؤدي للموت، وكنت أحس بها، دائما عندما أكون في مناسبة اجتماعية أو في مكان مغلق مثل السيارة أو في محاضرة عندما كنت طالبة كنت أرتعش بشدة وتتزايد ضربات قلبي.

وعندما أسمع ضربات قلبي يأتيني هلع شديد يزيدها أكثر وأكثر، وتطورت الفكرة معي في الثلاث سنين الأخيره، حيث كنت أخاف من سماع دقات قلبي في أي وقت وليس في أوقات معينة، أصبحت أعيش في هلع وخوف دائمين، أصبحت أخاف من الخوف نفسه، وأصبحت تأتيني نوبات من الهلع أحس فيها بأن الهلع المسيطر علي لن ينتهي حتى لو لم أسمع ضربات قلبي وأني سوف أموت.

ذهبت إلى طبيب من 3 سنوات تقريبا، فأعطاني زولام 25 نصف حبة صباحا وحبة مساء، استمريت عليه لمدة شهرين ونصف، ومعه سيبرالكس بدأته بنصف حبة، ثم استمريت عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضت إلى نصف حبة لمدة شهر ولكني لم أكمله نظرا لحملي ومعه أنافرانيل لمدة 3 شهور أيضا، ولكني أوقفت الأدوية وقتها بسبب حملي.

وكنت وقتها شعرت ببعض الراحة وأني أفضل مع استخدام الأدوية، ولكن مع الحمل والولادة جاءتني الأفكار مرة أخرى بشكل أكبر وأصبحت أخاف من الخروج من المنزل بشكل كبير أو الاختلاط؛ لأنه مع الخروج تستمر معي الفكرة والخوف الشديد طوال فترة الخروج حتى الرجوع إلى المنزل.
ذهبت إلى الطبيب من حوالي شهر ونصف، فأعطاني Remeron30 نصف حبه مساء لمدة أربعين يوما، وبعد أربعين يوما أعطاني معه إندرال 40 نصف حبة ثلاث مرات في اليوم، مع العلم أني مرضع، وأنا أشعر بتحسن ولكن ما زالت دائما داخلي الفكرة، ودائما عندي قلق وخوف، وأحيانا هلع، فهل مع الاستمرار مع الأدوية سوف أتحسن؟ لأني سوف أسافر لزوجي بعد شهر من الآن وأخاف كما قلت لك من الأماكن المغلقة.

ومتى أوقف العلاج؟ وكيف أوقفه وخصوصا إندرال؟ هل على مراحل أم مرة واحدة؟ وهل الأدوية لا تتعارض مع أدوية أخرى لي ولابنتي حيث أنني مرضع.

وهل تؤثر على الرضاعة؟ ولو استمريت مع الأدوية كيف أتناول الإندرال في شهر رمضان الكريم لأنه 3 مرات في اليوم، وهل هناك دواء يمكن أن أتناوله لإيقاف القلق والخوف والهلع بداخلي ولا يتعارض مع الرضاعة خصوصا أنني سوف أسافر قريبا، وأحيانا أنسى جرعة من الإندرال، فكيف أتصرف وقتها؟

ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذه النوبات التي تنتابك هي نوبات من الهلع والرهاب، وفي ظاهرها الخوف الاجتماعي وكذلك الخوف من الأمكان المغلقة.

أهم وسيلة للعلاج هو مواجهة هذه الأفكار، العلاج السلوكي يعتبر علاجا ضروريا جدا، ويجب أن يكون ملازما للعلاج الدوائي.

أرجو أن تضغطي عن نفسك وأن تقومي بالأفعال المضادة لهذه المخاوف، هذا مبدأ ضروري وأساسي، ربما تجدين صعوبة في التطبيق في أول الأمر، ولكن صدقيني بالإصرار ووضع البرامج اليومية والالتزام بها سوف يقل هذا الأمر ويختفي تماما.

المخاوف من مرض القلب ومن الموت وخلافها، هي قضية مركزية ومحورية حقيقة بالنسبة لكثير من مرضى القلق والمخاوف، القلب هو مركز أشياء كثيرة لدى الإنسان، ولذا دائما يرتبط بالخوف ويرتبط بالموت، ولكن على الإنسان أن يكون قويا في إيمانه ومتوكلا، والأعمار بيد الله.
الضربات التي تحدث في حالتك -أي: ضربات القلب- هي جزء من الأعراض الجسدية المصاحبة لأمراض الخوف والرهاب والعصاب بصفة عامة، فأرجو ألا تنزعجي لهذا الأمر، وأرجو أن تتجاهلي بقدر المستطاع هذه المتابعة اللصيقة لنبضات قلبك.

بالنسبة للعلاج الدوائي، الريمانون يعتبر من الأدوية الجيدة جدا في علاج الاكتئاب وتحسين النوم، ولكن بالطبع ليس هو أفضل دواء لعلاج المخاوف، هذا أقوله لك – مع احترامي الشديد للأخ الطبيب الذي قام بوصف هذا الدواء – أفضل دواء لعلاج المخاوف هو الزيروكسات يأتي بعده السبراليكس والفافرين ثم الزولفت.

أنا لا أريد أن يلتبس ويختلط عليك الأمر، ولا أريد أن أقول لك: توقفي عن الريمانون فهو أيضا له مميزاته وقد شعرت ببعض التحسن معه، ويمكن أن توفقي بين الأمرين بأن تأخذي نصف حبة من الريمانون وتضيفي عليها نصف حبة أيضا من الزيروكسات، واستمري على الدوائين لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي حبة الزيروكسات إلى حبة كاملة واستمري على نصف حبة من الريمانون، ثم واصلي على هذه الوتيرة لمدة ستة أشهر، بعد ذلك يمكنك أن تخفضي الزيروكسات إلى نصف حبة، وبعد شهر يمكن أن تتوقفي عن الريمانون وتكوني مستمرة على نصف حبة من الزيروكسات، وبعد انقضاء شهر آخر توقفي عن الزيروكسات، ويجب أن يكون هذا التوقف بأن تتناولي نصف حبة يوما بعد يوم حتى تتوقفي عن هذا الدواء.

وكما ذكرت لك فالزيروكسات من الأدوية الجميلة والأدوية السليمة، وهو أفضل علاج لعلاج المخاوف أيا كان نوعها.

بالنسبة للإندرال فهو يعتبر علاجا ثانويا في حالتك، وهو ليس علاجا أساسيا، وحقيقة هذه الجرعة التي تتناوليها هي جرعة كبيرة، 40 مليجرام ثلاث مرات في اليوم هي جرعة كبيرة نسبيا، والذي أراه هو أن تخفضي الإندرال بالتدرج، ولابد أن يخفض الإندرال بالتدرج، خاصة إذا كانت الجرعة بهذا الحجم وهذا المستوى، يمكن أن تخفضي الجرعة إلى 20 مليجرام ثلاث مرات في اليوم، ثم بعد أسبوعين اجعليها 20 مليجرام صباحا ومساء، ثم بعد أسبوعين أيضا خفضيها إلى 20 مليجرام يوميا، ثم بعد أسبوعين خفضيها إلى 10 مليجرام، واستمري على 10 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن الإندرال، هذه هي الطريقة المثلى.

بالنسبة للرضاعة والحمل، حقيقة نحن لا نفضل استعمال الأدوية بكثافة في أثناء الحمل وكذلك الرضاعة، والذي أود أن أقوله لك: إن الزيروكسات يعتبر أسلم دواء في فترة الرضاعة؛ لأنه لا يفرز بكميات كبيرة في لبن الأم، أما الريمانون فهو يفرز في لبن الأم ولكنه لا يضر الطفل كثيرا، ربما يحدث زيادة في نوم الطفل وذلك للإفراز الثانوي للريمانون.

إذن: ربما يكون هنالك دافع أيضا قوي لإيقاف الريمانون في أثناء الرضاعة، وكما ذكرت لك ليست هنالك خطورة حقيقة، ولكن هذه من المحاذير الطبية التي يجب أن نراعيها.

بالنسبة للقلق والتوتر الذي ينتابك، فيعتبر الزيروكسات علاجا كافيا كما ذكرت لك، ولابد لك أيضا أن تكون لديك المواجهة السلوكية النفسية، وهذه المواجهة تكون في الخيال – كما ذكرت لك – ببناء أفكار مضادة ومحاولة الثقة في النفس، ولابد أن يكون تطبيقا أيضا وذلك بأن تقتحمي كل المواقف التي تحسين فيها بالخوف.

ركزي يا أختي الفاضلة على عملك تواصلك الاجتماعي وعلى الاهتمام بطفلك وزوجك وأمورك الأسرية، فهذه إن شاء الله سوف تصرف انتباهك إلى الصحة أكثر مما تصرفها نحو المرض.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات