كيفية معالجة ظاهرة الكذب عند البنت

0 535

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ مدة بدأت ألحظ أن ابنتي ذات الثماني سنوات تكذب للخروج من أي مأزق وفي أشياء صغيرة، وأخاف أن تتعود على ذلك، ولا تعترف إلا بعد شد معها في الكلام، لا أضرب، لكني أعاقبها بحرمانها، وتعرف أن الله لا يحب الكذابين، أعطيتها مثالا على شكل حكاية وتعدني وتخطأ مرة أخرى، ولعلمكم فهي وحيدة ليس لديها إخوة، أحاول أن أكون أختها وصديقتها، وهي تصلي ولكن لا أعلم أين الخلل.

أحاول أنا ووالدها ملأ أوقات فراغها ومشاركتها في اهتماماتها واللعب معها، ومشورتها في حياتنا قدر سنها لتعطي رأيها.
وكذلك عندها مشكلة الكتابة: فهي تحصل نتائج جيدة في الدراسة لكن أساتذتها يشتكون من كتابتها الرديئة، وسهوها مع نقل أخطاء حتى من المقررات (ليس مشكل النظر) رغم اشتغالنا على الخط في العطلة الصيفية لكن دون جدوى! فهي الآن في الثالث ابتدائي فما العمل انصحوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدتني طريقتكم الراقية في التعامل مع هذه الطفلة، وأرجو أن تكون هذه المعاملة سببا لصلاحها بعد توفيق الله تعالى، فأكثروا لها من الدعاء، ولا تتخذوا معها أسلوب التحقيقات، ولا تعاتبوها أو تحاسبوها إذا صدقت، وأبعدوا عنها التهديد والتوبيخ، ولا تظهروا الانزعاج أكثر من اللازم، ولا تخبروا الناس بما يحصل منها فينكسر عندها حاجز الحياء، أو تعتبر ما يحصل منها مهارة وشطارة، فتحب أن تظهر بذلك وتشتهر أو ترغب في أن تنتصر.

وأتمنى أن تتعرفوا على صديقاتها في المدرسة، وابحثوا عن دوافعها من وراء الكذب، وهل كذبها من أجل الحصول على امتيازات، وهل هناك من يضحك لها ويتعجب إذا كذبت، وأرجو أن تحصل على الاحتفاء بها إذا صدقت والثناء عليها أمام من تحبهم من أرحامها وأهلها.

أما مشكلة الكتابة فإن حلها يكون بالتشجيع مع الاستمرار في التدريب، وأرجو أن تعلموا أن نعم الله مقسمة، وإذا كان مستواها طيبا -ولله الحمد- فإن حل المشكلة سوف يكون سهلا عندما تكبر قليلا، وتعرف قيمة النجاح وأهمية الخط الواضح الجميل، وسوف تختفي كل هذه المشاكل خلال السنتين القادمتين بحول الله وقوته.

وهذه وصيتي لكما بتقوى الله وطاعته فإن بيوتنا تصلح بطاعتنا لله، والإنسان يرى أثر طاعته لله في بيته ونفسه وولده.

وأرجو أن أرحب بكم في موقعكم، وأعلن لكم سعادتي بوجود الأب ومشاركته في التربية، ولا أخفي فرحي بلعبكم مع طفلتكم التي نسأل الله أن يحفظها وينبتها نباتا حسنا.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات