السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك لكم في شهر رمضان الكريم.
أنا سيدة متزوجة، لدي 4 أبناء، ومنذ 20 يوما بدأت في الأرق، عدم النوم المستمر، وكنت لا أشعر بالتعب، ولكن الآن بدأت أشعر بالتعب الجسدي والتوتر العصبي، حتى إنني لا أجد متعة في الصلاة أو في أي عمل، وحتى أنني أفكر في عدم مواصلة الصيام، حيث أنني أشعر بالتعب وتوتر في ضغط الدم.
أنا بالتالي أقوم على أولادي وحدي، حيث أنني أخاف أن أستستلم لهذا التعب حتى أخشى على نفسي من الجنون أو الانهيار.
أرجو إفادتي عن الحل الأمثل لتلك الحالة، فقد سبق أن مررت بتلك الحالة قبل سنتين ولكن تجاوزت الأزمة فما سبب عودتها الآن وفجاة وبهذه القوة.
أرجو التكرم بالرد بأسرع وقت حيث أنني أحتاج إلى إفادتكم الكريمة وما هو الأكل المناسب والشراب المناسب في تلك الحالة؟ خاصة أنني أعمل نظام ريجيم منذ 5 أشهر.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه النوبة التي انتابتك، وهي تحدث لك للمرة الثانية، تجعل أرجح تشخيص لحالتك هو أنك تعانين من درجة بسيطة من اضطراب تقلب المزاج، هذه فترة التعب التي انتابتك هي حقيقة نوع من عسر المزاج، أو هي درجة بسيطة من الاكتئاب، وفترة النشاط الأولى ربما تكون الشق الآخر للاضطراب الوجداني، وهو الارتفاع القليل في المزاج وزيادة الطاقات.
حقيقة نحن نعتبر مثل هذه الحالات -إن شاء الله- سوف تنتهي تلقائيا، وربما لا تتطلب أي علاج دوائي في هذه المرحلة، ولكن إذا الأمر أصبح بالاستمرارية والصعوبة، هنا قد يفضل أن تتناولي أحد الأدوية المثبتة للمزاج.
هنالك أدوية مثبتة للمزاج منها عقار يعرف باسم دبكين كرونو، وفي حالتك قد تكون الجرعة المناسبة هي 500 مليجرام ليلا، وتستمر عليه لمدة ستة أشهر، والعقار الآخر يعرف باسم تجراتول وجرعته هي 200 مليجرام صباحا و200 مليجرام مساء.
أنا أفضل ألا تبدئي هذه الأدوية في الوقت الحاضر، ولكن إذا استمر معك الأمر لأسبوعين آخرين أرى أنه سوف يكون من الحكمة أن تبدئي أحد الدوائين، وأنا أفضل الدواء الأول وهو الدبكين كرونو، وهذا دواء معروف في كندا ويسمى باسم ديبكيت Depokate، والجرعة هي أيضا 500 مليجرام.
أختي الفاضلة: الحمد لله أنت لديك القدرة والمقدرة والرغبة في أن تشرفي على أسرتك وأولادك، وهذا بالطبع شيء ممتاز وشيء حميد، وإن شاء الله سوف يساعد في تحسن حالتك النفسية.
الذي أوصي به –أختي– هو التفكير الإيجابي، والاستفادة من موسم الخير هذا –وهو رمضان– فهو موسم خيرات، وقد حزنت كثيرا حين قلت أنك وجدت صعوبة في مواصلة الصيام، ولا شك أن الإنسان لا يكلف فوق طاقته، والله يقول: (فاتقوا الله ما استطعتم) [التغابن:16] ولكن أختي إن شاء الله لديك القوة ولديك الاستطاعة ولديك الدافعية، فأرجو أن تلبسي دائما ثوب الإيمان وثوب العقيدة، فهو إن شاء الله خير داعم للإنسان، خاصة أنكم تعيشون في هذه البلاد البعيدة، وإن كنت أعلم أن المسلمين هنالك كثر، ولكن التمسك بالعقيدة إن شاء الله يعتبر أمرا دافعا للإنسان إيجابيا، وهو واق من كل مكروه، هذا هو الذي أود أن أقوله لك.
بالنسبة للأكل والشراب وأنواع الأطعمة، فلا يوجد هنالك أي أكل أو شراب محدد في مثل حالتك، كل الذي أود أن أقوله لك هو أن تتناولي طعاما متوازيا من ناحية المكونات الغذائية المعروفة، ويمكنك أن تستمتعي بكل الطيبات، ليس هنالك ما يمنعك أبدا من طعام معين.
أما نظام الحمية الغذائية، فيجب أن تكون بحكمة، فمن الشيء الجميل أن يحاول الإنسان أن يصل إلى الوزن الصحي، هذا ما يسمى بنظام الريجيم، حقيقة أنا لا أود الناس أن يقسوا على أنفسهم، ولكن تكون هنالك العزيمة المطلوبة، وأن تضعي هدفا، أي أن هنالك وزنا معينا تريدين الوصول إليه في وقت معين، ومعظم الأطعمة التي تؤدي إلى نقصان الوزن والذي يصفها المختصون في الغالب تكون محتوية على المكونات الغذائية الضرورية.
هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأسأل الله لك التوفيق، وأرجو أن تواصلي الصيام فهذا موسم عظيم جدا، وأسأل الله تعالى أن يعطيك القدرة على ذلك.
وبالله التوفيق.