السؤال
أنا شاب في بداية حياتي العملية، جاء لي عمي بعروس من أقربائنا، وقال إنها لا تريد الزواج من خطيبها، وقد اتفق الأهل على فسخ الخطوبة، ولكن العريس قد دفع المهر، ويريدونني أن أدفع المهر كي ينتهوا من تلك الخطوبة، مع العلم أنني سألت الفتاة وقالت لي: أنها لا تريد الزواج منه، وقال لي عمها -وهو الوكيل عنها- سواء تقدمت لها أو لم تتقدم فإنها سترفض الخطيب القديم، أي أن خطوبتها معلقة برد المهر، فبماذا تنصحني رحمك الله وسدد خطاك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى ع ج حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المسلم لا يخطب على خطبة أخيه حتى يأذن أو يدع، فاطلب من الفتاة وأهلها حسم موضوع الخاطب الأول وإعلان فسخ خطوبته، ولك أن تتقدم بعد ذلك لخطبتها، وأرجو أن يتم ذلك برغبة كاملة ورضى من الطرفين، وعليهم رد ما يمكن رده من كل ما بذله وقدمه ذلك الخاطب.
ولا يخفى عليك أن هذه الشريعة العظيمة حريصة على رد الحقوق، ومهتمة بصفاء النفوس، فشجع أهل الفتاة على الإنصاف وأبدأ حياتك بطاعة الفتاح.
ولا شك أن هذا العم يشكر على سعيه في الخير وقيامه بهذه الخدمة، وأرجو أن يكون رأي الفتاة واضحا ورغبتها أكيدة في القبول بك، فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ومن حقك أيضا أن تتزوج بمن ترتضي دينها وخلقها وتجد في نفسك ميلا إليها.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله وبرعاية الحقوق والاحتكام للشرع.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يجمع بينكما على الخير.
وبالله التوفيق والسداد.