لم أتحسن باللسترال من الخوف الاجتماعي.. ما نصيحتكم؟

0 394

السؤال

إلى الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فإني أهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك، وأسأله سبحانه أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يعظم لنا ولكم الأجر والمثوبة على ما تقدمونه للأمة الإسلامية من جهود عظيمة لا يعلم قدرها إلا الله، وأقول لكم لو أن الناس يكافؤونكم على ما تبذلونه من جهود لهضموكم حقكم، ولكن أحمد الله أن الذي يجازيكم عليها رب الناس.

دكتوري الفاضل: قد كنت أرسلت إليكم قبل أربعة أشهر تقريبا استشارة كان رقمها 253766 وكان العلاج الذي قررتموه (لسترال حبتين يوميا)، وإني أفيدكم أني أجد تحسنا لا يتجاوز 20% مع بقاء شيء من أعراض الخوف في المواقف الاجتماعية، كأن يطلب المعلم مني أن أقرأ من كتاب أثناء المحاضرة، فإنه ينتابني حينها خفقان شديد وتشتت في التفكير، مما يصيبني بحالة من الإحباط الشديد واستحقار للنفس، لا أستطيع أن أتعامل مع مثل هذا العمل الهين، خاصة وأن الله قد من علي بذكاء جيد، فأنا متفوق في دراستي، كثير القراءة والاطلاع -ولله الحمد والمنة- كما أنني أجد ثقلا في اللسان وصعوبة في التعبير عن المراد، وتلعثما كثيرا أثناء الحديث، سواء أكان ذلك في حالة ارتباك أو في غيرها.

وأنا أطلب منكم شاكرا أن تبدوا رأيكم حول ما ترونه مناسبا، سدد الله رأيكم وغفر لنا ولكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المتفائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك، ونحن نبادلك التهاني بحلول هذا الشهر المبارك، ونسأل الله تعالى أن يجعله لنا شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار، وأن يعيده على أمة الإسلام بالخير والبركة، وحقيقة أود أن أسدي لك جزيل الشكر والتقدير والعرفان أخي الفاضل على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف.

بالنسبة لحالتك، كنت أتمنى أن يكون التحسن أكثر من ذلك، ولكن حقيقة نعرف أن الدواء مهما يكون جيدا في نظرنا ربما لا يناسب الإنسان؛ وذلك لعدم وجود التطابق الجيني –أي المكونات الجينية– لم تتطابق مع الدواء، ولذا ربما يكون الدواء لم يفد، وفترة الأربعة أشهر تعتبر فترة كافية حقيقة لاختبار فعالية الدواء.

إذن أخي: هذا يحتم علينا أن ننتقل إلى مجموعة أخرى، وقبل أن ننتقل للدواء لابد أن تواصل التفاؤل، فأنت وصفت نفسك بالمتفائل، وهذا شيء عظيم، والتفاؤل سمة طيبة من سمات المؤمن، وأنا في رأيي أنه يمثل دافعا سلوكيا عظيما للإنسان ليتم البناء النفسي له بصورة صحيحة وتتحسن حالته.

التفاؤل لا يعني خداع النفس كما يقول البعض أبدا، هو عاطفة إنسانية متوازنة ومفيدة، فأرجو يا أخي أن تواصل هذا التفاؤل، والتفاؤل إن شاء الله يهزم الشعور بالإحباط واستحقار النفس الذي ورد في رسالتك.

عليك أخي الثقة، والثقة فيما تمتلكه من إيجابيات ومن سمات فعالة تجعلك أفضل أداء أمام الآخرين، وأنا حقيقة أعتقد أنك تقوم بأداء دورك بصورة ممتازة أمام المعلم، ولكن الشعور بالمخاوف هو الذي جعلك تعتقد أن أداءك يس جيدا، هذه نقطة مهمة جدا، إذن أرجو ألا تراقب نفسك رقابة صرامة في أدائك، صدقني أن أدائك أفضل مما تتصور، هذه حقيقة أثبتتها الكثير من الدراسات.

بالنسبة للعلاج الدوائي: إذن ما دام لسترال لم يكن مفيدا، فربما يكون من الأفضل أن ننتقل إلى السبراليكس، سبراليكس أيضا دواء جيد وإن شاء الله يحسن من حالتك.

يمكنك أن تتوقف عن اللسترال بصورة تامة، أي أنه لا يتطلب أي نوع من التدرج، وتبدأ في نفس اليوم الذي تتوقف فيه من لسترال تبدأ في تناول السبراليكس بمعدل 10 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 20 مليجراما، وتستمر إن شاء الله عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضها إلى 10 مليجرام لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن الدواء.

وبجانب الدواء يا أخي واصل في هذه التمارين السلوكية التي ذكرتها لك سابقا، عليك دائما أن يكون لك الحضور مع الذات، أي أنك واثق من نفسك ومن أدائك، تخيل أنك تلقي هذه المحضرات أمام جمع كبير من الناس، تخيل أنك تؤم الناس في الصلاة، تخيل أنك في الصفوف الأولى، هذا كله يساعد إن شاء الله في التأهيل النفسي وإزالة هذه المخاوف.

هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وبارك الله فيك، وغفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين، وكل عام وأنت بخير.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات