الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خفقان في القلب وقصر في التنفس عند إمامة جمع من الناس في الصلاة الجهرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أطرح مشكلتي بين يديكم راجياً المساعدة من الله ـجل وعلاـ ثم منكم.

بدأت معاناتي مع الرهاب الاجتماعي منذ مرحلة المراهقة واستمرت بعد دخولي في سن العشرين، ثم ازدادت هذه المشكلة في الآونة الأخيرة حتى سيطرت على جل تفكيري فأصبحت أسيراً لها، تسيرني كيف شاءت، حتى وفقت لطبيب صرف لي علاجاً من نوع 150Mg efexor xr فاستعملت علاجه لمدة 7 أشهر فتحسنت حالتي بنسبة 60%، ولكن بقي شيء مما كنت أخشاه سابقاً، فأنا لا أستطيع إمامة جمع من الناس في صلاة جهرية، كل ما ينتابني حينها هو ارتباك مع خفقان في القلب وقصر في التنفس.

وسؤالي: هل في استمراري على علاجي فائدة؟ وهل تنصحونني باستخدام Inderal 40Mg حسب طريقة معينة؟ مع العلم أنه ليس لدي مشاكل مرضية تتعارض معه؟ وكذلك لا أنسى أن أخبركم بأني أعاني من ضيق في التنفس لأجل عيب خلقي في الأنف، كل ما أرجوه منكم أن ترمقوا هذه الرسالة بعين شفقتكم، وكان الله في عونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ المتفائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالإيفكسر من الأدوية الممتازة والفعّالة لعلاج الاكتئاب النفسي، ولكنه لا يعتبر من الأدوية الممتازة لعلاج الرهاب الاجتماعي، ونستطيع أن نقول أن الرهاب الاجتماعي دائماً مصحوب بشيء من الاكتئاب النفسي، وربما يكون هذا هو الجانب الذي ساعدك فيه الإيفكسر، ولكنه بالتأكيد توجد أدوية أفضل منه في علاج الرهاب الاجتماعي.

الشيء الآخر: العلاجات السلوكية والتي تعتمد على المواجهة وعدم التجنب للموقف، تعتبر هي أيضاً من وسائل العلاج المطلوبة جدّاً، والتي أرجو أن أحتم عليها، وأرجوك أن تكثر من هذه المواجهة، المواجهة يمكن أن تكون في الخيال أولاً بأن تتخيل أنك تؤم الناس للصلاة في مسجد كبير، وأنك قمت بخطبة الجمعة، عش هذا الوضع بتأمل وتفكير عميق، فمثل هذا التعرض في الخيال سوف يسهل عليك الأمور حين تصل لمرحلة التطبيق.

الذي أراه هو أنه ربما يكون من الأفضل لك أن تخفض من جرعة الإيفكسر بالتدريج، خفضه بمعدل 37.5 مليجراماً كل أسبوعين، حتى تصل إلى 75 مليجراماً في اليوم. وسوف تظل على هذه الجرعة، ولكن الذي أود أن أضيفه لك هو العقار الذي يعرف باسم زولفت، الزولفت علاج جيد وفعّال للرهاب الاجتماعي، وهو مثل الزيروكسات والسبرلكس.

إذن: فالذي أرجوك أن تبدأ في تناوله هو زولفت بمعدل حبة واحدة في اليوم، وقوة الجرعة هي 50 مليجراماً، ويمكنك أن تبدأ الزولفت مع بداية تخفيض الإيفكسر، وحين تصل الجرعة إلى 75 مليجراماً، لا مانع أن ترفع الزولفت إلى حبتين في اليوم.

إذن: تكون الجرعة العلاجية هي حبتين في اليوم من الزولفت، وكبسولة واحدة فئة 75 مليجراماً من الإيفكسر، وبعد شهرين من الاستمرار على هذه الجرعة يمكنك أن تخفض الإيفكسر إلى 37.5 مليجراماً وتستمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة أيضاً بمعدل 37.5 مليجراماً، تتناولها مرة كل يومين، وذلك لمدة أسبوعين حتى تتوقف عن الإيفكسر كاملاً وتستمر على الزولفت.

إذن: إيقاف الإيفكسر يتطلب التدرج الذي ذكرته لك، وسوف تجد أن الزولفت بمعدل حبتين في اليوم قد ساعدك كثيراً وقد تخلصت من هذا الخوف الاجتماعي.

يجب أن تستمر على جرعة الزولفت لمدة ستة أشهر كاملة، وذلك بعد التوقف عن الإيفكسر، وبعد نهاية هذه الستة أشهر، يمكن أيضاً أن تخفف الزولفت إلى حبة واحدة في اليوم وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الحبة أيضاً إلى حبة كل يومين لمدة شهر، ثم تتوقف عن الزولفت أيضاً بصفة كاملة، وأتوقع إن شاء الله في ذاك الوقت سوف تكون قد شفيت الشفاء الكامل.

بالنسبة للإندرال، لا مانع من تناوله، فهو يعطي شعوراً بالطمأنينة، وذلك من خلال التحكم في تسارع ضربات القلب؛ حيث أنه يقلل من هذا الخفقان، يفضل أن تأخذ الجرعة بمعدل 20 مليجراماً صباحاً ومساء؛ حيث أن الإندرال لا يفيد أو لا يكفي بمعدل جرعة واحدة في اليوم؛ لأنه يظل في دم الإنسان لفترة قصيرة، إذن خذه بمعدل 20 مليجراماً صباحاً ومساء، ويمكن أن يكون ذلك لمدة شهر، ثم خفضه إلى 20 مليجراماً في اليوم لمدة أسبوعين، وبعد ذلك يمكن التوقف عنه، ويمكنك أن تتناوله عند اللزوم إذا كان هنالك داع لذلك.

بالنسبة للعيب الموجود في الأنف، أنا أعرف أن ذلك موجود لدى بعض الناس، ويمكن تصحيحه عن طريق الجراحة، وإن شاء الله لن يلعب دوراً في المخاوف.

أنصحك -يا أخي- أن تأخذ بعض تمارين التنفس، يمكن لهذه التمارين أن تكون ذات فائدة عظيمة بالنسبة لك، في أن تساعدك في تطويل النفس، وكثير من الإخوة الذين يجدون صعوبة في تلاوة القرآن، ولا يستطيعون -على سبيل المثال- قراءة المدود بالصورة الصحيحة نسبة لضيق نفسهم؛ وجد أن تمارين التنفس هذه تساعدهم كثيراً.

وهذه التمارين تتمثل في أن تكون مستلقياً وتأخذ نفساً عميقاً عن طريق الأنف، ولابد أن تتنفس هنا عن طريق البطن، بمعنى أن تترك المجال لعضلات البطن لتسترخي وتملئ بطنك هواء لدرجة الانتفاخ، ثم بعد ذلك تأتي للزفير، وهو إخراج الهواء، ويجب أن تخرج الهواء أيضاً من البطن، حتى تصل إلى درجة الانقباض الشديد لعضلات البطن، كرر هذا التمرين عدة مرات، وهو إن شاء الله سوف يساعدك في المخاوف وفي التنفس، ويجعل نفسك أكثر إطالة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً