السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طالب أردني أدرس حاليا في مدرسة أمريكية ضمن برنامج تبادل بين الأردن وأمريكا، وأعيش مع عائلة مضيفة تستضيفني طوال مدة دراستي، ولدي أخ مضيف من ألمانيا، هو أيضا طالب تبادل.
المشكلة أنني أحاول أن أظهر صورة الإسلام الحسنة، أعامله بلطف ولا أبخل عليه بشيء، ولكنني أجد نفسي أقع في الخطأ طوال الوقت، وأجعله يغضب مني، ولدي مشكلة أنني أنسى أنه أخي وأنه موجود ويعيش معي، لذا دائما الذي أفعله يغضبه، وأنا لا أريد أن يظن أحد أن المسلمين ليسوا جيدين، أحاول ألا أقع في الخطأ، ولكنني أقع طوال الوقت، فما العمل?
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amr حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فأرجو أن يفهم زميلك الألماني أن الإسلام بريء من كل خطأ تقع فيه، وكم تمنينا أن يتعرف الكفار على الإسلام قبل أن يقفوا على سلوك بعض المسلمين حتى لا تصدهم تلك الأخطاء عن الدخول في هذا الدين العظيم.
الذي يؤسفنا أن نقول إننا لم نحسن عرض هذا الدين بجماله وكماله، ولم يتمكن حتى الآن من التمسك به وجعله دستورا ومنهاجا للحياة على صعيد الأفراد أو الدول حتى يتأثر الناس بالنموذج الماثل أمامهم ونسأل الله أن يلطف بنا وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
وقد أسعدتني هذه الروح التي تحملها، وأفرحني حرصك على هداية صديقك، وهكذا ينبغي أن يكون شباب الإسلام، وأرجو أن أحيي من خلالك طوائف من الشباب المسلم الذين تمسكوا بدينهم، وحرصوا على إظهار تميزهم، حتى أسلم على أيديهم أعداد كبيرة ممن عرفهم وشاهدهم، ومن هنا فنحن ندعوك للبحث عن المراكز الإسلامية، والدعاة المصلحين، لتنتفع من توجيهاتهم وتجد منهم العون على أداء رسالتك.
وهذه نصيحتي لك بتقوى الله ثم بضرورة إحسان المعاملة مع الألماني، والاعتذار له عن كل خطأ منك، وحبذا لو أحضرت له كتبا تتكلم عن الإسلام باللغة الألمانية، ووضعها في متناول يده دون أن تطلب منه في البداية القراءة منها، وحاول أن تقرأ عن أخلاق المسلم، وكيفية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار ومع المنافقين ومع المسلمين، وها هو ذا يزور غلاما يهوديا في الاحتضار ويدعوه إلى توحيد الغفار فيستجيب الغلام ويعلن إيمانه بالقهار، وتصديقه برسولنا المختار، فيخرج رسولنا من عنده وهو في قمة السعادة والشكر لواهب الهداية الغفار.
وبالله التوفيق والسداد.