عقار البوسبار وآثاره الجانبية

0 355

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الفاضل محمد عبد العليم حفظك الله وبارك فيك.

حقيقة عندي استشارة بسيطة أود أن أطرحها عليك وأستشيرك فيها لما لمسته من ردود الكثير عليك وإطرائهم لك فلم أتردد في هذا، بل وزادني ثقة بك وبعلمك بعد التوكل على الله أولا وأخيرا، فبسم الله أبدأ:

بدايتي كنت وإلى قريب جدا -أي قبل حوالي شهر- كنت طبيعية، وفي يوم من الأيام أثرت حوارا مع زوجي ففاجئتني حالة من البرد، وكانت ضربات قلبي تزيد حينها خوفا، مع العلم أنني كنت على وشك النوم وبحاجة ماسة للنوم؛ لأنني مرهقة طوال ذلك اليوم، ومن بعدها حاولت أن أنام فلم أستطع، واستمريت أعاني من قلة النوم لمدة 4 أيام، وكان يصاحب ذلك ألما في الصدر، وخلال تلك الأيام لم أنم سوى 3 أو 4 ساعات متقطعة، وبعدها زرت طبيبا وأعطاني إبرة منومة ولم تفدني، وحبوبا - زولبجن- لعلاج القلق الذي أنا فيه، واستخدمته 5 أيام ولم يفدني، بل جميع أعراضه الجانبيه مررت بها.

بعدها شكوت حالتي لطبيبة عامة فاتضح لي وقتها أنها طبيبة نفسية كما قالت لي هي ووصفت لي علاج (البوسبار) حبوب، وذكرت لي أن أستخدمه لمدة عشرة أيام ثم أزورها، وبالفعل استخدمته وارتحت جدا عليه بإذن الله وبحمده وشكره، ولم تعد حالة الخوف أو القلق تلازمني، خصوصا بعد الاستخدام الثامن أو التاسع له فقد أحسست بتحسن كبير، وزرتها للمرة الثانية وشرحت لها بأن حالتي ولله الحمد مستقرة، فنصحتني باستخدامه عشرة أيام أخرى تجنبا للانتكاسة لحالتي، والآن استخدمته وانتهت العشرة أيام الأخرى وزرتها فوجدتها في إجازة ولن تعود إلا بعد مرور شهر.

الآن أحس بتحسن والحمد لله، وأريد أن أترك العلاج (البوسبار)، ولكني لا أعرف كيف أتركه بالتدريج لعدم الانتكاسة ورجوع الحالة.

فما هو الحل برأيكم؟ كما أنني أريد أن أعرف فوائد (البوسبار)؟ وهل له آثار جانبية؟
مع أنني لم أشعر بأية آثار له ولله الحمد.

كما أود أن أعرف هل الاستمرار عليه يسبب التعود والإدمان، وهذا ما لا أريده إطلاقا؟

كما أود أن أعرف هل له أضرار في بدايات الحمل؛ لأنني أشك بأنني حامل حاليا ولست متأكدة، ولكن في حال تأكد حملي فما هو الصحيح في استخدام البوسبار؟
آسفه للإطالة، وجزاكم الله كل خير عنا وعن المسلمين جميعا.

ملاحظة: أنا -ولله الحمد- أواظب على الذكر بعد كل صلاة، خصوصا بعد أن أصبت بهذه الحالة التي ذكرتها لكم، وكل يوم أشعر بتحسن كبير ولله الحمد والمنــة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: أود أن أؤكد لك أن حالتك هي حالة بسيطة جدا، والأعراض التي حدثت لك فجأة هي أعراض القلق والتوتر، وهذا النوع من القلق في بعض الحالات يمكن أن نسميه بنوع من القلق الرهابي أو الهرع، أي القلق العصبي المصحوب ببعض المخاوف، وحقيقة هذا النوع من القلق دائما يحدث للأشخاص الذين ربما يكون لديهم استعداد لذلك أو للإنسان الحساس أو إنسان فوجئ بأمر أو موضوع أو شيء لم يكن على استعداد لتقبله أو نقاشه، وعموما - الحمد لله - استجابت الحالة للعلاج.

وبالنسبة لسؤالك حول البوسبار، فأولا: أؤكد لك أن البوسبار من الأدوية البسيطة والسليمة جدا، وهو يستعمل لعلاج القلق، ونعطيه في حالة القلق البسيط لأنه دواء بسيط جدا، ويتميز بأنه لا يسبب أي آثار جانبية - كما ذكرتي في رسالتك - فهو لا يزيد النوم ولا يزيل الاسترخاء، كما أنه لا يسبب أي نوع من الإدمان، وهذا واحد من الأشياء التي يتميز بها البوسبار عن بقية الأدوية الأخرى.

وبالنسبة للتوقف عن البوسبار يفضل أن يكون بالتدريج ولكن هذا التدريج لا يتطلب مدة طويلة، حسب الجرعة التي يتناولها الإنسان، ويمكن أن تسحبي 5مليجرام كل أربعة أيام حتى تتوقفي من الجرعة بصفة تامة، ويفضل أن تكون مدة العلاج شهرين، هذا هو الأفضل في مثل حالتك.

أما بالنسبة للحمل واستعمال هذا الدواء؛ فالقانون الذهبي الذي نوصي به هو ألا تستعمل الأدوية إلا إذا كانت هنالك ضرورة في فترة تخليق الأجنة وهي الأربعة الأشهر الأولى.. والبوسبار يعتبر من الأدوية التي لم يتأكد الناس من سلامتها، ولذا فالذي أنصح به هو إذا كان هنالك حمل عليك أن تتوقفي عنه خاصة أن حالتك بسيطة ولا تتطلب علاجا مكثفا..

والحمد لله الذي جعلك من المواظبين على الصلاة وعلى الذكر والدعاء، ونسأل الله أن يسدد خطاك وأن يوفقنا جميعا لطاعته، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات