السؤال
تحية طيبة وبعد:
فجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه، وجعله في ميزان حسناتكم في هذا الشهر الكريم.
أنا أعاني من خمول وكسل قوي جدا، وساعات نوم طويلة تصل أحيانا إلى 20 ساعة، وإرهاق، وعدم قدرة على بذل أي مجهود رياضي، وأعاني من اكتئاب شديد.
أخذت أدوية للاكتئاب مثل (البروزاك) و(السبراليكس)، وقد خففت نسبة الاكتئاب، إلا أن الكسل وكثرة النوم لم تتحسن، وقد عملت تحليلا للهرمونات، وأرغب في أخذ رأيكم بها، وهل يجوز لي أخذ (الثيروكسين).
التحليل:
Tsh 060 Pmol
FT4 15
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأبدأ بفحص الغدة الدرقية التي أشرت إليها في رسالتك، وإذا أخذت الهرمون الأول وهو (Tsh)، فمن النتيجة التي أوردتها أرى أنك تشير إلى الرقم الطبيعي المفترض، ولكنك لم تعط القراءة التي أعطاها لك المختبر فيما يخص الفحص الخاص بك.
أما بالنسبة لـ (FT4) فالنتيجة وهي أقل من 15، فهذه تعتبر طبيعية وكذلك بالنسبة للـ (T3).
إذن أخي بالرغم من تحفظي أو عدم وضوح الـ (Tsh) إلا أني أرى أن هذه النتيجة هي نتيجة طبيعية، وأن الغدة الدرقية لديك تعمل بصورة طبيعية، ولكن لا مانع أبدا إذا عرضت النتيجة أيضا على طبيب الغدد في المنطقة التي أنت موجود بها في المملكة العربية السعودية.
كما ذكرت لك: فالكسل والتكاسل ربما يكون نتجية الاكتئاب أو الإرهاق، أو هو تطبع، أو ربما يكون نتيجة لعجز الغدة الدرقية وأمراض أخرى مشابهة.
من أفضل الطرق لعلاج هذا الخمول والتكاسل، هي أن يقوم الإنسان بإجراء التمارين الرياضية بصفة مستمرة، على أن تكون هذه التمارين متدرجة، أي يبدأ بالقليل ثم يرفع المعدل حتى يصل إلى الوضع المعقول، وهو ممارسة التمارين لمدة لا تقل عن 40 دقيقة في اليوم، وأفضل هذه التمارين المشي أو الجري، فهذه تعتبر آلية مهمة جدا لإزالة الكسل والخمول.
ننصح أيضا بأن ينظم الإنسان وقته، وأن يضع جدولا يوميا لا بد أن يلتزم به، يكون له وقت للعمل، وقت للاطلاع، وقت للنوم، وقت للعبادة، وقت للتواصل الاجتماعي، وهكذا.. فإذا وضع الإنسان برنامجا يوميا وطبقه والتزم به؛ هذا سوف يقلل من فرص التكاسل.
الشيء الآخر هو: لا مانع من أن يتناول الإنسان بعض القهوة المركزة خاصة في فترات الصباح.
بالنسبة للأدوية التي تزيل الاكتئاب وتعطي طاقات نفسية وجسدية زائدة، أفضلها العقار الذي يعرف باسم (البروزاك)، فهو الأفضل وهو الأنجع، وفي بعض الحالات يحتاج الإنسان إلى جرعة 40 مليجرام في اليوم، أي كبسولتين في اليوم.
هنالك نظرية أيضا تقول أن الإنسان إذا عرض نفسه للضوء أو لأشعة الشمس لمدة لا تقل عن ساعتين في اليوم، هذا أيضا يساعد كثيرا في بناء الطاقات النفسية والجسدية؛ حيث أن هنالك نوع من الاكتئاب يعرف بالاكتئاب الموسمي، يظهر في شكل كسل وخمول وهو مرض معروف في الدول الإسكندنافية.
بالنسبة لسؤالك حول (الثيروكسن)؛ نحن ننصح به في حالات الاكتئاب المطبق.
الاكتئاب الشديد الذي لم يستجب للعلاجات الأخرى، ننصح بأن يتناول الإنسان 50 ميكروجرام، حتى ولو كان فحص الغدة الدرقية طبيعيا، أي حتى لو كان لا يوجد أي نوع من العجز، وهنالك دراسات تشير إلى أن مضادات الاكتئاب حين يضاف لها (الثيروكسين) بجرعة بسيطة هذا يؤدي إلى تدعيم فعالية أدوية الاكتئاب.
إذن ربما يكون هنالك مجال لك باستعمال (الثيروكسن)، ولكني لا أنصح بالاستعجال في ذلك، أنصح بأخذ الآليات التي ذكرتها أولا وهي الرياضة، التعرض للضوء، وتناول (البروزاك) بجرعة 40 مليجرام في اليوم، وتنظيم الوقت، ثم بعد ذلك إذا لم تنجح كل هذه الآليات لا مانع من أن يضاف (الثيروكسن).
أسأل الله لك الشفاء، وبالله التوفيق.