السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة ملتزمة لكن حصل أن تعرفت على شاب يكبرني، وكانت العلاقة عبر الهاتف فقط، وقد رآني مرة واحدة في الشارع، ولم يحدث بيننا أي لقاء، وقد كنت في البداية أميل إليه.
في البداية قال لي إنه سيكون بيننا تعارف لمدة بسيطة ثم يتقدم لخطبتي بعدها، وأراد مني أن أخرج للقائه فرفضت وقلت له: إني لن ألاقيك أبدا، وإن أردتني فلتأت إلى بيت أهلي. فرد علي بأنه يحضر نفسه لذلك، لكن يجب علي أن أنتظر سنتين على الأقل، ودامت علاقتي به عبر الهاتف سنة واحدة، وتبت عن ذلك، وأسأل الله أن يغفر لي، لكن المشكلة أنه يلاحقني ويهددني ويسبني برسائله.
أرجوكم أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Riyhana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنيئا لمن تابت إلى الله، وتخلصت ممن يريد أن يعصي الله، ومرحبا بك مع إخوانك في الله، وفي موقع يذكرك بالله، ونسأل الله أن يكون هدفنا رضا الله، فاستعيني بالله، واعلمي أن الخير بيد الله فارفعي أكف الضراعة لله.
لقد أسعدني رفضك لمقابلة ذلك الشاب، وهكذا ينبغي أن تكون فتاة الإسلام، ولن يضرك ما يفعله ذلك الشاب، وأرجو أن تقابلي تصرفاته بالإهمال، وتوكلي على الكبير المتعال، وحبذا لو قمت بتغيير رقم هاتفك وقطع كل صلة بذلك الشاب فإن ذلك من علامات التوبة الصادقة، وفيه عون على نسيان الأيام الماضية، ولا تحاولي الرد عليه، ولا تستجيبي لتهديداته، واعلمي أن الخطورة والضياع في الاستجابة لطلباته، والخوف من كلماته، والاستماع لتهديداته، واعلمي أن كل فاسق جبان، وأنه سوف يفضح نفسه أيضا إذا تكلم بما كان، فأشغلي نفسك بتلاوة القرآن، وبكثرة التوجه للرحمن، فإنه يجلب الخير ويكشف الضر ويحمي الإنسان.
ونحن ننصح فتياتنا بالبعد عن مهاتفة الشباب فإن الشيطان يستدرج ضحاياه حتى يوقعهم في غضب الله، وتكمن خطورة الهاتف في أن الفتاة سريعة التأثر بالكلام ( والغواني يغرهن الثناء)، كما أن الأشقياء يجيدون الخديعة ويلبسون لكل حال لبوسها، فإن وجدوا فتاة متدينة محافظة كلموها عن الدين، وإن وجدوا غافلة حدثوها عن ألبومات الفنانين والأغاني الجديدة، والسعيدة من وعظت بغيرها، والشقية من جعلها الله عبرة لغيرها.
وأرجو أن تبحثي عن صديقات صالحات، ولا تقبلي إلا بشاب متدين يخاف الله ويأتي البيوت من أبوابها، وكم تمنينا أن تحرص الأسر على وضع أجهزة الاتصال في الصالات والأماكن المفتوحة حتى تسهل المراقبة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبضرورة البحث عن الصالحات، والاهتمام بمجالس العلم والقرآن.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يرزقك الرضوان.