السؤال
أريد أن أعرف حكم الشرع في الزوج الذي يضرب زوجته وهي حامل، لامتناعها عن حمل كيس من الفاكهة لتعبها، ثم طردها من البيت وشتمها بأفظع الألفاظ، لأنها اشتكت لوالدها من ضرب زوجها.
كما أن الزوج رفض محاولات الإصلاح، كما أنه يكذب ويقول بأنه لم يضرب زوجته ولم يشتمها حتى لا يكون عليه حق، مع العلم بأنه وأمه يروجون الإشاعات ضد الزوجة.
ما حكم الإسلام في هذا الزوج العنيد الكاذب الذي يهين زوجته ويضربها ويشتمها حتى أمام أهله وأهلها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الذي يضرب زوجته ليس من الخيار، ويخالف بذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يضرب بيده امرأة ولا خادما، ولكنه ضرب الكفار، فتوجهي إلى الله الغفار، واعلمي أن ظلام الليل يعقبه النهار، وأن الله ينتقم من الظالمين الأشرار، ونسأل الله أن يرد زوجك إلى صوابه قبل أن ينتقل من هذه الدار؛ لأن عاقبة الظلم وخيمة، وويل لمن يلحق بزوجته الظلم وينسى أن الله هو القهار!
ولست أدري ما هو سبب ضرب الزوج لهذه الزوجة؟ فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علينا إدراك الخلل والعطب، وهل هذا الأمر عنده منذ بداية المشوار، أم هو سلوك اعتاده في هذه الأيام؟
وهل الزوجة معاندة له أو متكبرة عليه؟ وهل هذه الخصلة موجودة في أهله أو منطقتكم؟ ولماذا لا يصدق زوجته إذا قالت بأنها متعبة؟
وهل كان زواجكما عن تراض ووفاق؟ وهل تكلف الزوجة زوجها بكثرة الطلبات؟ وهل هي من النساء اللاتي لا يحترمن أزواجهن؟ وهل هي ممن تكثر الشكوى؟ وهل كان زواجهما بعد علاقات عاطفية، أم كان زواجا يحتكم إلى الضوابط الشرعية؟
وأرجو أن تساعدك هذه الأسئلة على فهم حقيقة الأمر واتخاذ القرار المناسب، ونحن بدورنا ندعو هذه المرأة للصبر وتفادي أسباب المشاكل، وتذكر إيجابيات هذا الزوج ووضعها جوار السلبيات، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته.
ولا شك أن الزوجة وحدها من تستطيع تحديد مستقبل العلاقة مع هذا الرجل، واعلمي أن تقوى الله والحرص على طاعته مما يجلب الوفاق، كما أن المعاصي سبب لكل تعاسة وشؤم، ولا عجب فإن الإنسان يرى أثر معصيته لله في نفسه وأهله وماله، ولتحرص الزوجة على كتمان ما يحصل إذا كان ذلك ممكنا، فإن التدخلات الخارجية لا تساعد على الحلول المرضية، كما أن إنكاره للضرب دليل على أنه يستحي مما حصل منه، فلتأخذ الزوجة بيده وتشجعه على تبديل هذا السلوك الشائن، إذ كيف يضرب الرجل زوجته ثم يعاشرها! وإذا لم يحسن الإنسان إلى أهله فمع من يكون الإحسان؟
وأرجو أن تعمر الزوجة دارها بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، وتتجنب التوترات فإنها تضر الجنين، ولتذكر زوجها بالله الذي لا يكشف السوء إلا هو سبحانه.
وبالله التوفيق.