علاقة التوتر النفسي بالانقباض العضلي

0 559

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا كنت أستخدم السيروكسات لمدة سنة، وقربت من إيقاف الدواء التدريجي بعد تحسن متوسط، ونصحتني باستخدام اندرال لأنه ما زال هناك تسارع في دقات القلب في بعض المواقف.

سؤالي التالي هو أنه عندما أكون بالعمل ألاحظ ثقلا في حلقي - لا أعرف كيف أصفه - وصعوبة في بلع اللعاب أحيانا من أول الدوام لآخره، ويتوقف عندما أعود للمنزل.

هل هذا ما يوصف على أنه توتر؟ أم أن التوتر هو الرعشة باليد؟ وكيف أتخلص من هذا الثقل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت ولله الحمد قد تحسنت كثيرا باستعمالك للزيروكسات، وبالطبع لاتباعك للإرشادات النفسية السلوكية..

والذي يحدث لك الآن وهو الثقل بالحلق والصعوبة في البلع هو لا شك من أعراض التوتر، وحقيقة التوتر هو نوع من الانقباض في النفس. والانقباض في النفس يؤدي إلى انقباض في العضلات.. والأسباب الغير معروفة أن هنالك عضلات معينة في الجسم تتأثر منها عضلات الصدر وعضلات الرأس، وكذلك عضلات الحلق والبلعوم يحدث فيها هذا.

إذن؛ مرد الذي يحدث لك هو التوتر النفسي البسيط يتحول إلى توتر عضلي مما يؤدي إلى الثقل بالحلق وكذلك صعوبة بلع اللعاب.

والذي أود أن أنصح به في حالتك هو أن تتجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، أعرف أن ذلك ربما لا يكون سهلا، ولكن صدقني بالإصرار على التجاهل سوف تجد أن الأعراض إن شاء الله أصبحت أقل كثيرا.

ثانيا: أنت ستستفيد كثيرا من تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس وتمارين استرخاء العضلات التدريجي.. يمكنك أن تستلقي في مكان هادئ ثم بعد ذلك تأمل أنك في وضع استرخائي، ابدأ في استرخاء عضلات القدمين، قل: أنا الآن أسترخي في قدمي، ثم بعد ذلك انتقل للساقين، ويجب أن تركز على كل مجموعة من العضلات، وأن تكون مدة التركيز حوالي دقيقة إلى دقيقتين، ثم بعد ذلك انتقل إلى عضلات الفخذين، ثم الحوض، ثم البطن، فالصدر، فالحلق ... وهكذا.. هذه إن شاء الله سوف تستفيد منها كثيرا.

والمجموعة الأخرى من التمارين هي تمارين التنفس، وأنت مستلق خذ نفسا عميقا وبطيئا – خذ هذا النفس عن طريق الأنف – ثم اقبض الهواء لمدة خمس ثوان، ثم أخرج الهواء بنفس القوة وبنفس البطء، وهذا هو الزفير، ويجب أن يكون عن طريق الفم.. كرر هذا التمرين عدة مرات.. وسوف يكون مفيدا جدا أيضا إذا ملئت البطن بالهواء، أي حين تأخذ الشهيق املأ الصدر والبطن أيضا، وهذا وجد أنه أيضا يفيد كثيرا.

واعلم بأن هذه التمارين مفيدة جدا إذا طبقها الإنسان بالصورة المطلوبة، ويمكنك أن تستعين ببعض الكتيبات وبعض الأشرطة الموجودة في المكتبات والتي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، ويمكنك الاستفادة من أي أخصائي نفسي، فالأخصائيون النفسيون يقومون بتدريب الناس على إجراء هذه التمارين.

ولا بأس أبدا إذا تناولت أحد الأدوية البسيطة التي تساعد في علاج القلق، ولا تعتقد أن هذه انتكاسة، هذه ليست انتكاسة، أنت في الأصل لديك الاستعداد، وهذه أعراض بسيطة.. ودواء مثل موتيفال سيكون مفيدا جدا، تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

كما أود إعلامك بأن التمارين الرياضية أيضا تفيد كثيرا، ولابد أن تكون لديك القدرة والاستعداد للمواجهة، كن مواجها دائما، كن في الصفوف الأمامية، لا تكن مستمعا فقط، كن مشاركا حين تكون في المجالس.. هذه تساعد كثيرا في هذه الحالة.

وأرجو أن تراقب نفسك في كل شيء حين تكون في موقف اجتماعي.. اجعل هنالك نوعا من العفوية، واجعل هنالك نوعا من التساهل مع النفس.. هذا إن شاء الله يساعدك كثيرا.

أرجو أن أؤكد لك أن هذه مشكلة بسيطة وسوف تحل تماما، عليك اتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفته لك.. أسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات