السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أعمل في مؤسسة حرة، ومشكلتي تتمثل في أن زملائي في العمل يستعملون طرقا ووسائل غير مقبولة، مثل الكذب والنميمة، للوصول إلى مراتب متقدمة في العمل، مع العلم أن هذه الظاهرة تنتشر كثيرا لدينا.
سؤالي يتمثل في كيفية تعاملي مع هؤلاء الأشخاص؟! خاصة أن مستقبلي المهني مهدد؛ نظرا لأنني أرفض قطعا أن أتصرف مثلهم، لأني أخاف الله وملتزم بسلوك المسلم.
أعينوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anis حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلا تسلك سبل المجرمين وتوكل على رب العالمين الذي خلق الإنسان من طين، وقسم له رزقه وحدد له أجله وصوره فأحسن صورته، فتبارك الله أحسن الخالقين.
واعلم أن الكذاب والنمام والسارق لا يزيد في رزقه ولكنه يزيد في ذنوبه، ويتوصل إلى ما قدره الله له بما يغضب الله، وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، فخذوا ما حل ودعوا ما حرم عليكم، ومرحبا بك وبزملائك في موقعكم ونسأل الله أن يتوب علينا وعليكم.
ولا يخفى عليك أن الإنسان يملك قلوب الناس بحسن خلقه، ويؤثر على المسؤولين بانتظامه في عمله، وينال الرتب العالية بدعائه ولجوئه إلى الله، وببره لوالديه وصلته لرحمه، ومن حق المدير والمسؤول أن يحترم ويقدر، وأن يطاع بلا حدود، إلا إذا أمر بما فيه معصية لخالق الوجود، فلا طاعة عند ذلك حتى للآباء والجدود.
وأرجو أن تنظر إلى من هو أسفل منك في أمور الدنيا، لأنها دنية، وانظر إلى من هم فوقك في أمر الدين: (( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ))[طه:131]، واعلم أن الرفعة في الوظائف مسئولية، ولا نجاة من عواقبها إلا بالعدل والخوف من الله، وقد أحسن من قال:-
وإذا توليت أمور قوم ليلة ** فاعلم بأنك بعدها مسؤول
وإذا حملت إلى القبور جنازة ** فاعلم بأنك بعدها محمول
فاتق الله في نفسك، وانصح لزملائك برفق، واسلك سبيل الصالحين، واحفظ لسانك عن الغيبة والنميمة والكذب، وتجنب المكر السيء، فإنه لا يحيق إلا بأهله، واعلم أن حيل الكاذبين إلى بوار، ولا تبني أمجادك على أكتاف الآخرين.
وبالله التوفيق والسداد!