السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أشكركم جزيل الشكر على موقعكم المتميز، أما فيما يخص سؤالي فهو كالتالي: أشتغل كمدرسة لمدة 3 سنوات تقريبا، لكنني لاحظت أن راتبي لا توجد به بركة، رغم أنني أتعب كثيرا في عملي وأتصدق من راتبي على قدر استطاعتي، أسأل الله أن يتقبلها، فما العمل جزاكم الله خيرا.

وأرجوكم الدعاء لي بالتوفيق.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فطيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ما نقص مال من صدقة (وما من يوم يصبح فيه العباد إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: (اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا) وهنيئا لك بهذه المهمة العظيمة، واشكري الله الذي جعل يدك هي العليا، ولا تقصري في الصدقة فإنها برهان على صدق إيمان صاحبها، وإذا أنفق الإنسان مما في الجيب جاءه ما أعده الله له في الغيب قال تعالى: ((قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين))[سبأ:39].

وأرجو أن تعلمي أن ثواب الصدقة عظيم، وقد تكون سببا للعافية والشفاء من الأسقام، وربما شاهد الإنسان أثرها في حياته وعمله، وقد يشاهد زيادات محسوسة ملموسة في أمواله، وهذا ابن آدم يقول: (مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت)، وما سوى ذلك أنت ذاهب وتاركه للناس، فتأملي كيف يعكس الإسلام المفاهيم فيجعل ما قدمناه لله هو الباقي.

ومما يزيد الرزق ويباركه ما يلي:

1- اللجوء إلى من بيده خزائن السماوات والأرض فسبحان الكريم الوهاب.

2- كثرة الاستغفار والإنابة للغفار ((فقلت استغفروا ربكم))[نوح:10] إلى قوله: ((ويمددكم بأموال وبنين))[نوح:12].

3- تقوى الله تبارك وتعالى: ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض))[الأعراف:96].

4- الاستقامة على الشرع: ((وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا))[الجن:16].

5- بر الوالدين وصلة الرحم: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في آجله فليصل رحمه).

6- التوكل على الله: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا).

7- البعد عن الذنوب والمعاصي: (فإن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه).

8- بذل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.

9- تجنب الإسراف والتبذير والحرص على الاقتصاد والتدبير.

10- الإكثار من الصدقات ومساعدة المحتاجين.

11- المواظبة على الصلاة والأذكار، ((وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى))[طه:132].

ونسأل الله أن يغفر ذنبك ويوسع رزقك، ومرحبا بك في موقعك، وكم نحن سعداء بتواصلك مع موقعك، ونحن في خدمة إخواننا وأخواتنا، وزادك الله حرصا وتوفيقا.

وبالله التوفيق والسداد.