السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

إخوتي في الله -بارك الله فيكم ولكم، وجعل النفع والسداد في أعمالكم-.

مشكلتي أني شاب مللت من العزوبية وأردت تحصين نفسي منذ حوالي سنتين، فتقدمت لفتاة لخطبتها فلم توافق كونها كانت طالبة، فصبرت عليها إلى أن تخرجت، وما شاء الله فهي مهذبة تخاف الله وتقوم بواجباتها وبارة بوالديها، إضافة إلى ذلك فنحن متفقان على كل تفاصيل حياتنا المستقبلية، إلا أن والدها يحبذ تأجيل الزواج بدون مبررات مقنعة مع أنه أبدى الموافقة الأولية.

المشكلة أنه نفد صبري ولا أستطيع الصبر لعام آخر، فأنا محتار فهل أتقدم لمفاتحته وبالتالي يمكن حدوث مواجهة بيننا تؤدي -لا قدر الله- إلى قطع العلاقة، أو أصبر وهذا شبه مستحيل.

أنتظر مساعدتكم ودعاءكم، ولكم الشكر الجزيل.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد القادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العاقبة للصابرين، ومن أعطي الصبر فقد أعطي حظا وافرا من الخير، وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد
فاسلك سبيل المتقين، واعلم أنهم في معية رب العالمين، وهو سبحانه يحب المتقين وييسر أمورهم ويخرجهم من الورطات والهموم، وقد قال تعالى في كتابه: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب) [الطلاق:2-3].

نحن نرجو أن تتحاور مع والد الزوجة بهدوء، وأفضل من ذلك أن ترسل من يتكلم بلسانك من العقلاء والفضلاء، ورغم أنه لم تتضح لنا تلك الأعذار التي يتحجج بها والد الفتاة، إلا أن الفتاة الصالحة صاحبة الدين تستحق أن يضحي الإنسان من أجلها، ونحن نتمنى أن تحاول اكتشاف المخاوف الحقيقية عند والد الفتاة وتجتهد في البحث عن مخاوف وحلول لها.

لا شك أنه من المؤسف أن توجد مثل هذه العراقيل في طريق من يطلبون الحلال ويرغبون في العفاف.

هذه وصيتي لك بتقوى الله، وبكثرة اللجوء إلى من يجيب من دعاه ويوفق من اتبع هداه، وأرجو أن تحكم علاقتك بالفتاة بضوابط الشرع، واحرص على أن تكون مراسيم الزواج موافقة لآداب الشرع.

مرحبا بك في موقعك وشكرا على تواصلك، ونسأل الله أن يحقق لك ما تريد.