السؤال
زوجي قرر أن يطلقني نتيجة لبعض الاختلافات الطبيعية فما بيننا بعد 8 أشهر فقط من الزواج، وأخبر أهله عن أسرار حياتنا الخاصة جدا جدا، ولا أدري ماذا أفعل، بالمناسبة هو ليس حريصا على الصلاة ولا حتى في رمضان، لا أعرف ماذا أفعل.
زوجي قرر أن يطلقني نتيجة لبعض الاختلافات الطبيعية فما بيننا بعد 8 أشهر فقط من الزواج، وأخبر أهله عن أسرار حياتنا الخاصة جدا جدا، ولا أدري ماذا أفعل، بالمناسبة هو ليس حريصا على الصلاة ولا حتى في رمضان، لا أعرف ماذا أفعل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رويدا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنكم السوء، وأن يكرمكم بالتفاهم وعودة المياه إلى مجاريها، وأن يذهب عنكم شبح الطلاق وأن يزرع بينكم المودة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، وأنه يتعين على الزوجين الاجتهاد قدر الاستطاعة في عدم اللجوء إليه، إلا عندما تستحيل جميع الحلول الأخرى، وما يؤسف له أن أكثر حالات الطلاق تقع دون الأخذ بأسباب الإصلاح الكافية، مما يترتب عليه الندم بعد فوات الأوان، حيث يشعر الزوجان بأنه كان من الممكن تفادي الطلاق لو فكرنا قليلا ولم نتعجل.
لذا أنصحك أختي الكريمة بضرورة تهدئة الأمور على قدر استطاعتك، والجلوس سويا في مكان هادئ، والبحث عن أسباب الخلاف والشقاق، ثم وضع خطة للتخلص منها، واجعلي النصيب الأكبر عليك وتحملي؛ لأن -ومع الأسف- خسارة المرأة دائما تكون هي الأكبر في الطلاق، فأعطوا لأنفسكم فرصة للتفاهم والحوار، ولا مانع مطلقا من أن تعتذري -حتى ولو لم تكوني مخطئة- إذا كان الحل في الاعتذار، حتى تحافظي على حياتك الزوجية، واجتهدي في رأب الصدع وتفويت الفرصة على شياطين الإنس والجن.
واستعيني بالله وحده، وأكثري من الدعاء والإلحاح عليه بأن يصلح بينكما، وأن يذهب عنكم الخلاف والشقاق، وأن يبصركم بأسباب الخلافات، وأن يعينكم على التخلص منها، وإياك أن تظني بأن الطلاق علاج كما يقول البعض، فعلى العكس فالطلاق من أكبر مشاكل الأسرة، خاصة والمرأة في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية والأخلاقية الصعبة والقاسية.
ولا مانع من إدخال بعض الطيبين بينك وبين زوجك، وأن تقدمي أكبر قدر ممكن من التنازلات، فهذا تصرف المرأة العاقلة الداعية، وغضي الطرف عن الكثير من هفوات زوجك وزلاته، وأكثري من الدعاء له بالصلاح والاستقامة مع قدر من النصح والدعوة الهادئة في الأوقات المناسبة، واجعلي من الآن نيتك في الإصلاح والعودة إلى الحياة الزوجية الطبيعية، وصممي على ضرورة استمرار الحياة، واعلمي أن هناك من التصرفات الشاذة التي قد يصعب التخلص منها، وتحتاج إلى قدر كبير من الوقت والصبر والدعوة والحكمة، ومنها هذه التصرفات التي يسلكها زوجك، فاصبري عليه ولا تهملي دعوته بعد أن تهدأ الأمور وتستقر الحياة، واجعلي هدفك الأول عدم الطلاق والثاني الإصلاح والثالث الإنجاب.
ومع أطيب تمنياتنا بالتوفيق.