عدم الرضا عن الزوجة لأنها بدينة

0 472

السؤال

السلام عليكم
أنا تزوجت منذ عدة أشهر، وأحب زوجتي كثيرا، وزوجتي تحبني كذلك، لكن مشكلتي أنني وجدت زوجتي سمينة كما لم أتوقع، وأنا الآن لا أستطيع النظر إلى جسمها، وأشعر بالضيق عندما أراها تأكل، ولا أستطيع أن أفكر بفراقها.
وأحيانا أعزي نفسي بقول أنها سوف تعمل ريجيم، وأحيانا أقول أنه من الصعب أن تنقص من وزنها، وأصبحت أفكر بزواج المسيار لأنه لا يوجد لدي أموال، وكلما جاءت عيني على امرأة رشيقة أتحسر وأكتم في نفسي وأقول: لماذا لا تكون زوجتي مثل هؤلاء النسوة أصحاب الأجسام الرشيقة؟ وأحيانا أقول: يكفي أنها طيبة معي ولا تتعبني وتحبني كثيرا؟ لكنكم تعرفون مداخل الشيطان على الإنسان.
أرجوكم انصحوني ماذا أفعل؟! وكيف أبتعد عن مثل هذه الأفكار؟! وهل ممكن أن تنقص زوجتي من وزنها إذا قامت بالتمارين الرياضية والريجيم -لأنها أخبرتني أنها سوف تقوم بعمل الريجيم-؟!
شاكرا ومقدرا لكم حسن تعاملكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك لن تجد امرأة بلا عيوب، لأنك أيضا لا تخلو من النقائض والذنوب، فغض الطرف واتق الله وأمسك عليك زوجك، وبادلها المشاعر، واستمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).
ولابد من ردع هذه النفس التي كلما نالت شيئا تطلعت إلى غيره، كما أن الشيطان يزهد الناس في الحلال ليدفعهم لمعصية الكبير المتعال، فتذكر ما في زوجتك من المحاسن، ولا تلتفت إلى ما عند غيرها من المظاهر، وهل يمكن أن تسعد مع الرشيقة إذا كانت أخلاقها سيئة؟ وهل تستفيد من معتدلة القوام إذا كانت لا تكن لك الاحترام.

فكرر النظر إلى محاسن زوجتك، وتذكر وفاءها وأيامها الحلوة معك، واعلم أن في الناس من يبحث عن الممتلئة في جسمها ويكره الضعيفة البنية، ولا تشعر زوجتك بما في نفسك، وساعدها على التخفيف من الوزن لأن في ذلك صيانة لصحتها، ولا تفكر في الارتباط بغيرها إلا إذا درست الموضوع دراسة متأنية، فإن الزواج مسئولية وقدرة وعدل.
واعلم أنك إذا أطلقت لبصرك العنان، جرك إلى الشر والهوان، فاسأل الله أن يكيفك بجلاله عن الحرام، وأن يجننك الظلم والآثام، ومرحبا بك في موقعك، وشكرا لك على تواصلك، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يؤلف قلبك على أهلك، وتعود بالله من الشيطان واقصد رضى الرحمن.
ونسأل الله أن يجمعنا مع رسولنا في عالي الجنان.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات