السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وجزاكم الله كل خير على هذا الموقع.
سؤالي هو: أحببت رجلا وهو أيضا أحبني، ولكن لم يقدر الله أن يجعل لنا نصيبا في الزواج، فتزوج من امرأة أخرى، والحمد لله أني لم أجعل حبي له يجرني إلى طريق المعاصي، ولكنه زميلي في العمل، وله بعض التصرفات التي تكون موضع انتقاد من الآخرين، مثل عصبيته الزائدة.
وحاولنا مرارا أن ننصحه ولكن دون جدوى، فهل يحق لي نصيحته؛ لأني من الممكن التأثير عليه وتغييره إلى الأفضل؟! وهل يحق لي بشكل عام إسداء النصح له في أي شيء، أم أن الله سيغضب علي حتى ولو لم تؤد إلى الفواحش؟!
وهل سيكتب الله لي أجر الصبر؛ لأنني أحبه، وصابرة على هذا ولم أفكر يوما في إيذائه أو إلحاق الأذى ببيته وزوجته وأبنائه؟! وهذه المشكلة تتكرر كثيرا في عصرنا الحاضر، فهل المقصود منها هو نيل أجر الصبر؟
أفيدوني وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نانسى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يربط على قلبك، وأن يثيبك على صبرك، وأن يرزقك زوجا صالحا يكون عونا لك على طاعته، ويتمتع بخلق أفضل من هذا الزميل.
وبخصوص ما ورد في رسالتك؛ فالذي أراه أن الرجل ما دام قد تزوج بأخرى، ولم يتقدم إليك رغم حبه لك وحبك له، فأرى أن تجتهدي في الابتعاد عنه قدر استطاعتك، حتى لا تفسدي عليه حياته الجديدة، ولا تزدادي تعلقا به، وهو الآن يعيش حياة جديدة تحتاج إلى شيء من الاهتمام والترتيب والرعاية، ومثل هذا التعلق قد يفسد عليه هذه الحياة الجديدة.
ولذا أنصح بعدم الاهتمام به مطلقا، وأن لا تمارسي معه أي دور حتى ولو مجرد النصيحة، ودعي غيرك يتولى ذلك من الزملاء؛ لأن نصيحتك له لن تكون خالصة لوجه الله، وذلك لسابق العلاقة بينكما، ثم لا يسلم الأمر من كلمة عتاب أو تذكير بالمشاعر السابقة، وهذا لا يجوز شرعا، وبطبيعة الحال أنت تريدين أن تنصحيه بعيدا عن الناس، وهنا ستقع الخلوة المحرمة، والتي يصعب معها عدم الرجوع إلى الماضي، حتى ولو كانت النصيحة عبر الهاتف.
لذا أرى الابتعاد عنه نهائيا، والاجتهاد في الدعاء أن ينسيك الله إياه، وأن يرزقك زوجا أفضل منه، وأن يثيبك على صبرك على هذا البلاء.
وبالله التوفيق.