الرهاب من الأماكن المغلقة المزدحمة بالناس

0 476

السؤال

حضرة الدكتور الموفق الفاضل المحبوب ( محمد عبد العليم ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أود شكرك على ما تقوم به من جهد مبارك وعمل كريم لخدمة إخوانك وأبنائك فبارك المولى فيك وجعله في ميزان حسناتك؟

أود إخبارك - يا دكتور محمد - أو بالأصح عرض مشكلتي عليك، وأطلب منك المشورة.
أنا شاب عمري 29 سنة، أعتبر نفسي من الناحية العملية والاجتماعية ناجحا ولله الحمد، فقد تخرجت من الجامعة وأعمل في وظيفة طيبة من 7 سنوات.

مشكلتي فقط - يا دكتور - الغالي هي في الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي، فأنا من أكثر من 12 سنة أعاني منه، وذلك بسبب موقف حدث لي في إذاعة المدرسة! وإلا فقد كنت قبلها على أتم ما يكون من الجرأة والشجاعة، ومن حينها وكل سنة يزداد الأمر سوءا! حتى تركزت المشكلة في ( الخوف من مواجهة الناس والحديث في المجالس والتصدر وإبداء الرأي).

على أنني أود إخبارك أني أعاني من رهاب (الساح) بشكل واضح! والأماكن المغلقة، أما أماكن تجمع الناس العادية مثل السوق والمطار والمطعم فالأمر عادي لكن في مسجد مزدحم أو مكان مكتظ فلا!

سؤالي تحديدا ( أني من خلال قراءتي للموقع وإجاباتكم تحصلت على أن علاجي ( الدوائي) يدور حول علاجين ( سبرلكس - زيروكسات) والذي أود إخبارك به - دكتوري العزيز - أني جربتهما لفترة يسيرة فأثرا جدا على الناحية الجنسية، وسؤالي: بم تشير علي؟ وهل أبدأ بالفافرين أما الإيروكس فهو غير موجود بالمملكة؟ وهل الفافرين جيد للرهاب والمخاوف؟

والله يرعاك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أود أن أتقدم لك بخالص الشكر والتقدير والعرفان على الكلمات الطيبة التي أوردتها في حقي، وأسأل الله أن يجعلنا عند حسن ظن الإخوة الأفاضل من أمثالك وجميع المسلمين، وبارك الله فيك يا أخي.

ما أشرت إليه من مواقف اجتماعية واضح أنك الحمد لله ملم بالأمر بكل تفاصيله ومن جميع نواحيه، ولا شك أن المخاوف الاجتماعية يكون لها بعض الأساس أو البدايات في الصغر خاصة الخوف من الدراسة أو أي أمر يتعلق بالمدرسة، لا أقول أن ذلك منطبقا على جميع الحالات، ولكن هنالك أبحاث تدل على ذلك.

الذي أود أن أؤكده لك أن الأمر لا يعني مطلقا أنك تفتقد الجرأة أو الشجاعة، فالمخاوف ليست دليلا على الجبن أبدا، الإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود ولكنه يخاف من القطة، إذن هذا الأمر أمر مكتسب ومتعلم ولا علاقة له بالشجاعة أو الجرأة أو الشخصية أو حتى درجة الإيمان، أرجو أن أؤكد لك أنها حالة طبية مكتسبة.

أنت الحمد لله تملك ناصية الأمر تماما وتعرف العلة وتعرف المشكلة وهذا في حد ذاته يعتبر شيئا يساعد كثيرا بشرط أن تقاوم، بشرط أن تكون لك القوة والعزيمة لمواجهة هذه المخاوف، أهم علاج للمخاوف هو مواجهتها، وصدقني – يا أخ عبد الله – أن المشاعر التي تأتي للإنسان بأنه مرصود أو مراقب أو أنه سوف يحرج اجتماعيا أو أنه سوف تحصل له نوع من الدوخة أو الرعشة أمام الآخرين، هذا شعور ليس حقيقيا، فالأبحاث تدل أن هذا الشعور ليس حقيقيا بنسبة 70 أو 80%، وهذا أمر هام جدا وفي نظري يشجع كثيرا على أن يواجه الإنسان على ألا يتجنب والمواجهة تعتبر هي الوسيلة الأساسية لعلاج المخاوف.

يمكنك أن تكثر من المواجهة في الخيال، ثم بعد ذلك تطبق، أي أن تكون المواجهة مواجهة عملية.

بالنسبة للعلاج الدوائي هو شق أساسي أيضا في علاج المخاوف، الزيروكسات قطعا يعتبر هو العلاج الأول والأفضل والذي تم بحثه بصورة أكثر، ولكن الكثير من الإخوة حقيقة يشتكون من آثاره الجنسية، وأود أن أوضح بعض المعلومات في هذا السياق:

نحن نعترف تماما أن الزيروكسات والسبراليكس وبالتأكيد كل الأدوية المشابهة ربما تؤدي إلى تأخير في القذف لدى الرجال، وهذا يعطي بعض الناس أن لديه ضعفا جنسيا، الذي أؤكده لك أن الزيروكسات لا يؤدي إلى ضعف جنسي، لا يؤدي إلى قلة في الرغبة، لا يؤدي إلى أي ضعف في الانتصاب، نعم هو يؤدي إلى تأخير في القذف.

بالنسبة للمرأة أيضا هنالك دراسات تدل أنه ربما يؤدي إلى تأخر في استجابتها الجنسية، هذه حقائق علمية لابد أن أوضحها.

الحقيقة الثانية: هو أن الإنسان مجرد أن يعرف هذه الحقيقة يبدأ في التفكير فيها بصورة موسعة يحصل هنالك نوع من التضخيم والمبالغة في المشاعر، وهذا بالطبع يؤدي إلى ردة فعل نفسية سلبية، حيث أن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل فيما يخص العلاقة والمعاشرة الزوجية.

بالنسبة للجزئية التي ذكرتها عن الفافرين، الفافرين ربما يكون أقل الأدوية من ناحية هذا المؤثر الجنسي الذي – كما ذكرت لك – مشكوك فيه أو هنالك نوع من اللغط حوله، وهو يساعد أيضا في علاج المخاوف، لا أقول لك أنه الدواء المتميز الأول ولكن أعرف تماما أن هنالك أبحاث تدل أنه مفيد، فقط يتطلب أن تكون الجرعة مرتفعة بعض الشيء، يجب ألا تقل عن 200 مليجرام في اليوم، وبالتأكيد يمكنك أن تبدأه وتبدأه بالتدرج، تبدأ بجرعة 50 مليجرام بعد الأكل ليلا، ثم بعد أسبوعين ارفعها بنفس المعدل حتى تصل إلى 200 مليجرام في اليوم.

لا بأس أن تأخذ الجرعة كجرعة واحدة ليلا، أو يمكن أن تجزئها أيضا بأن تأخذ 10 مليجرام في أثناء النهار و100 مليجرام ليلا، وإن كان البعض قد يشتكي أنها تسبب نوعا من الكسل أو الاسترخاء البسيط، ولكن هذا يحدث في قلة من الناس.

إذن أرجو أن ترى الطريقة التي سوف يتفاعل جسمك مع هذا الدواء وتأخذ الجرعة على هذا الأساس.
وبالنسبة للإيروكس؛ نعم هو دواء جيد وفاعل ولا يؤثر مطلقا، أي لا يؤخر القذف، وهذه ربما تكون محمدة في هذا الدواء، ويؤسف أنه غير موجود في المملكة، كما أنه يعاب عليه أنه لابد أن يؤخذ مرتين أو ثلاثة في اليوم، وكثير من الناس لا يصبر على ذلك.

هنالك دراسات تدل أيضا أن اللسترال أو الزولفت يعتبر جيد جدا في علاج الرهاب الاجتماعي، ولكن لا أنكر لك مطلقا أن الزولفت أيضا ربما يؤدي إلى تأثيرات جنسية سلبية، ولكن هذه بالطبع تتفاوت من إنسان إلى إنسان.

أرى أن تعطي الفافرين محاولة وأتمنى وأسأل الله أن يفيدك وترتاح عليه، وبالتأكيد إذا لم تجد منه الفائدة المرجوة فربما يكون هنالك البديل الآخر وهو الزولفت، وجرعة الزولفت هي 50 مليجرام ليلا، وبعد أسبوعين ترفع إلى 100 مليجرام وهي الجرعة التي يجب أن يستمر عليها الإنسان لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى 50 مليجرام لمدة شهر أو شهرين ثم يتم التوقف عن تناوله.

أرجو أن تكون حريصا في استعمال الدواء وأن تصبر عليه، وألا تشغل نفسك كثيرا بهذه الأعراض الجنسية؛ لأنه كما ذكرت لك فيها الجانب النفسي يلعب دورا كبيرا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات