العطف والصراحة في تربية الأبناء، ما توجيهكم في ذلك؟

0 442

السؤال

مشكلتي تتلخص في أنني أفاجأ بسلوكيات من ابني الذي يعيش مع والدتي بعد طلاقي من والده، والدتي اعتنت بابني، كما وكأنه ابنها، وذلك بعد زواجي مرة ثانية، وبحكم بعدي عنه في بلد ثانية لا أستطيع أن أراه إلا في العطلة الصيفية، الصيف الماضي تفاجأت بأنه حاول أن يدخن، وجلست معه وتكلمت ووعدني بعد أن انهمر بالبكاء بأنه لن يعيد هذا التصرف مرة ثانية، ومنذ يومين تفاجأت بأنه يميل إلى فتاة صغيرة في السن، ربما في نفس عمره، وهو الآن في الثانية عشرة من العمر، وبأنه بدأ يراسلها، ويكتب لها الرسائل.

وعندما علمت بالموضوع أحسست بأن الدنيا تكاد تنطبق علي، خاصة وأن والده أخذ الموضوع باستهتار، وتعاطف معه كأنها طرفة، وصرح بهذا أمام الطفل، وقال له: هل تريد أن أخطبها لك؟ البارحة تحدثت معه بالهاتف، وأخبرته مدى تألمي لما سمعته، وذكرته بأن الله لن يرضى عن تصرفه هذا، ولا يحق لنا أن نحب، وأن نشارك الحب إلا لمن نختاره كزوج أو زوجة في المستقبل البعيد، لا أستطيع أن أجد الحل لهذه المشكلة، وأتمنى أن تساعدونني.

أعلم أن القصة شائكة ولكن أملي كبير في المولى -عز وجل- ولا أريد لابني الانحراف، أرجوكم المساعدة، كيف لي أن أتصرف، وماذا أفعل؟ أنوي زيارة الأهل بعد خمس عشرة يوما، وأريد أن أكون على علم بما يتوجب علي فعله.

أعينوني أعانكم الله على الخير.

والشكر الجزيل لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Huda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخطوة الأولى في إصلاح الأبناء تكون بالتوجه لرب الأرض والسماء، ثم بحسن التأسي برسولنا إمام الحنفاء، وذلك لأن الإنسان يرى أثر طاعته لله ورسوله في ولده وبيته وحياته.

ونحن ننصحك بمنح هذا الطفل جرعات من العطف والحنان، والاهتمام، وحذريه من مصاحبة اللئام والوقوع في الحرام، وشجعيه على السير للأمام، واطلبي من والده أن يقول خيرا، وأن يظهر الاحتشام، فإن لم يفعل فلا تشركيه في الإصلاح والكلام، واقتربي من ولدك وأحسني له على الدوام، واطلبي من والدتك أن تكمل جميلها ومعروفها بإبعاده عن الآثام، والحرص على متابعته عند الطعام والأذان والمنام وبتشجيعه حتى صحبة الكرام.

وأرجو أن تشجعوه على الوضوح والصراحة وأشعروه بالصداقة والاحترام ومرحبا بك في موقعك مع إخوانك وآبائك الكرام.

ولا شك أن دموعه وتأثره دليل على أن فيه خير، ولكننا ننصحكم بالتدرج في الإصلاح، وكونوا كالطبيب الناجح الذي يمنح الحب لمرضاه، ويبدأ بعلاج أخطر الأمراض قبل غيرها، ولا تظهروا الانزعاج أكثر من اللازم، ولا تذكروا ما حصل لأحد حتى لا تتحطم في نفسه روح الحياء، فإن الحياء خلق الإسلام، ولا تكثرا عليه من اللوم والعتاب فيسهل عليه فعل الحرام وتموت في نفسه عناصر الخير والاحتشام.

وأرجو أن تدركي أن السنوات الأولى لها آثارها العظيمة على الإنسان، فإذا كانت الجدة قد ربته على الخير فسوف يعود إلى قواعده، وأرجو أن لا تشعروه بما يحصل بينك وبين والده من الاختلاف، وحافظوا عليه من آثار الطلاق والفصام.

وهذه وصيتي لكم جميعا بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه، فإنه يجيب من دعاه ولجأ إليه واحتمى بحماه.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات