مشكلة استحواذ الزوج على رواتب زوجته

0 449

السؤال

السلام عليكم.

أنا موظفة وأم لخمسة أطفال، وقد أخذ زوجي مني بطاقة الصراف الآلي الخاصة بي، وأضطر للإلحاح عليه حتى يعطيني مصروفي من راتبي، وفي أغلب الأحيان لا يعطيني، مع العلم أن لدي مصروفات، مثل: تعبئة الهاتف أو شراء وجبات للأطفال عند رغبتهم، ويبخل عند طلب مصروف لشراء مستلزمات الأطفال، مثل الملابس، أو الذهاب للجمعية، لقد قررت إدارة العمل زيادة راتبي، أريد أن أخفي عنه هذه الزيادة حتى أستطيع الصرف على نفسي وأبنائي دون مشاكل وإلحاح وذل، خاصة أنه لا يحترمني، ودائم الصراخ علي دون مراعاة أنني في بيت أهله ومع زوجات إخوانه، ويقوم بضرب الأطفال لأتفه الأسباب، أريد أن أعرف رأيكم؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا يحل للرجل أن يأخذ درهما واحدا من زوجته إلا إذا طابت بذلك نفسا، وكم تمنينا أن يدرك الرجال أن الله فضلهم ورفع درجتهم؛ لأنهم يتولون القوامة والإنفاق، فقال في كتابه: (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ))[النساء:34].
ولست أدري ما الذي دفعه لهذا التصرف الذي لا يخلو من الظلم والعدوان؟ ولكني أنصحك بأن تحاوريه في هدوء، ولا تحرجيه أمام الآخرين، وطالبي بحقوقك بأدب، وذكريه بالله، ولا تناقشيه أمام أهله وإخوانه وزوجاتهم، ولا أمام أطفاله.

وأرجو أن تدرسي الموضوع بصورة شاملة، وتحاولي التعرف على ردود فعله إذا طالبت البنك بإيقاف البطاقة، مع ضرورة أن تتعرفي على الأوجه التي يصرف فيها الأموال، ولماذا يقصر حتى مع العيال، وما هي ملاحظاته على صرفك للأموال؟ وهل له مصدر دخل أم هو محتاج؟ وهل كان يبنكما اتفاق في الأمور المالية؟ وكيف كانت بدايته معك؟ وما هي إيجابيات هذا الرجل؟ وهل ببينكما صلة قرابة؟ وكيف حال الأزواج في بلده وأقاربه؟ ولا شك أن الإجابة عن هذه الأسئلة تعينك بعد توفيق الله على اتخاذ الموقف المناسب.

ولست أدري لماذا يضرب الأطفال؟ وهل هدفه من ذلك هو التأثير عليك، فإننا نخشى أن يكون الأطفال ضحية للخلافات، وليس من المصلحة المبادرة بالضرب؛ لأن الآثار سوف تكون خطيرة، وإذا أراد الإنسان أن يعاقب بالضرب فلابد أن يكون ذلك في خطوة متأخرة جدا بعد التعامل مع الخطأ، ثم التعليم ثم التنبيه، ثم إظهار عدم الرضا، ثم بتغيير نبرة الصوت، ثم بفرك الأيدي، ثم بتعليق السوط مع التذكير بالله، ثم استعمال العصا، بعد التأكد من فاعلية هذا العلاج، بشرط أن يكونوا قد بلغوا عشر سنين، وأن يكون الضرب مناسبا للجرم، وأن لا يتخذ الضرب عادة، وأن تتفادى المناطق الحساسة، وأن لا يكون أكثر من عشرة أسواط، وأن تتوقف إذا بكى الطفل أو هرب أو سألنا بالله، مع ضرورة أن نتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيده امرأة ولا خادمة ولا طفلا.

وهذه وصيتي لكما بتقوى الله، وبضرورة الصبر من أجل مصلحة العيال، وأرجو أن يتذكر كل واحد منكما الإيجابيات الموجودة في شريكه، وكوني حريصة على أموالك، وإذا أعطيته شيئا فلا تمتني عليه، ولا تعيريه بذلك، وإذا غضب فاتركي له المكان، وإذا غضبت فعليك بالصمت، والذكر، والتعوذ بالله من الشيطان، والوضوء، والسجود للرحمن، وحاولي تعويض الأبناء عن جرعات الحنان.

ومرحبا بك في موقعك في كل حين وأوان.

ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يزيدك من الإيمان.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات