السؤال
مشكلتي أن زوجي مثقف إلى حد كبير، وأنا بالعكس، ويقول لي: إننا لن نستطيع أن نتفاهم، قال لي: يجب عليك أن ترتبي أفكارك؛ لأنها مبعثرة وغير مرتبة، وقال لي أيضا إنك غير مثقفة.
أرجوكم ساعدوني، فأنا ما زلت في منزل والدي، وما زالت عندي فرصة لأتغير إلى شهر يوليو، نسيت أن أقول أنه أستاذ جامعي.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Manar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الثقافة هي أن يأخذ الإنسان من كل شيء بطرف، ومن الثقافة أن تعرف المرأة دورها ودهرها، وأن تحسن التعامل مع الكبير والصغير، ومن الثقافة ما تأخذه المرأة من والديها وجداتها وبيئتها، فليس الأمر كما يتصور الكثيرون، حيث يعتقدون أن الثقافة هو أن يلوك الإنسان بلسانه رطانة الأعاجم، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك والإخوان، ولعل تواصلك وتفاعلك مع موقعك دليل على أنك على درجة لا بأس بها من ثقافة العصر، وبإمكانك تطوير قدراتك بسرعة عن طريق التعامل الرشيد مع المواقع المفيدة النظيفة.
ولا أظن أن هناك كبير إشكال إذا أتقنت المرأة دورها كأنثى، وهيئت لزوجها ما يحتاجه، وعرفت له فضله ومقداره، وتلمست رضاه.
وليست الثقافة العالية من أسباب السعادة الزوجية، ولكنها قد تكون من العوامل المساعدة في ذلك، رغم أن الدراسات في هذا الميدان تشير إلى أن الفشل يلاحق المثقفين وأصحاب الدراسات العليا والمناصب العالية في حياتهم الأسرية، بخلاف المستويات العادية، والذين يتزوجون زواجا تقليديا كما يسمونه، فإنهم الأسعد حظا في حياتهم الأسرية؛ ولعل السبب في ذلك هو الشعور بالندية، بالإضافة إلى عدم نظافة بيئات الدراسة والعمل، حيث وجود المرأة إلى جوار الرجل، الأمر الذي جعل كثير من النساء يفقدن بعض خصائصهن الأنثوية في ميادين عمل الرجل، الذي ولد شعورا بالتحدي وعدم الخضوع للرجل.
كما أن مجيء المرأة من ساحة العمل وهي منهكة لرجل كان ينتظر أن يجد في بيته امرأة تملأ البيت رونقا وجمالا، فلا يصادف إلا امرأة معكرة المزاج، متوترة الأعصاب، خارجة بانفعالاتها عن الصواب، وربما كان نجاح المرأة في عملها خصما على سعادة زوجها الذي ربما كان أقل نجاحا في عمله، بالإضافة إلى شكوك كل من الزوجين في تعاملات الآخر مع زملاء العمل.
ولا داعي للانزعاج واستمعي لزوجك باهتمام، وحاولي أن تكوني تلميذة مطيعة، وزوجة وفية، وقدري ظرفه، واحترمي مكانته وأضيافه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله واحرصي على طاعته وذكره وشكره، وأكثري من اللجوء إليه، فإنه سبحانه يحب من دعاه ويوفق من رجاه، وعمقي ثقتك في نفسك، وتفاءلي بالخير، وتعوذي بالله من الشر والضير، وتوكلي على من بيده الخير.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير.
وبالله التوفيق والسداد.