كيفية تعامل الفتاة مع مشكلة فسخ الخطوبة

0 431

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قبل 3 أشهر أتصل بي شاب من الأقارب وطلب مني الزواج، معبرا عما يكنه لي من ود واحترام، وبعد يومين اتصل والديه بوالداي للإخبار على أنهم يريدوني زوجة لإبنهم، كلنا رحبنا بالفكرة، ومن ثم بدأ يتصل بي يوميا على أساس الاستعداد ليوم العقد، وكلانا وجد ضالته في الآخر، هناك انسجام تام، ولا سيما أن البداية كانت شرعية، حتى الحوارات الهاتفية كانت محترمة جدا، وكلها شوقا في الارتباط بي، إلا أني أفاجأ بقطع الاتصال بي دون أي سبب، حاولت أن أتصل به لكن دون جدوى، تبين لي وكأنه يكرهني، الآن لم السبب؟ ما الذي يمكن أن يغير شخص لهذه الدرجة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rayhane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الكره والحب من أعمال القلوب، وهي ملك لعلام الغيوب يقلبها كيف شاء، فلا تحزني لأجل ما حصل من الجفاء، ولن تنتفعي من شاب له رأي في الصباح يخالف فيه ما كان عليه في المساء، ومرحبا بك بين الإخوان والآباء، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجنبيك السوء والفحشاء، وأن يوفقك لما فيه الخير، وأن يحشرك في زمرة السعداء.

ونحن ننصحك بإدارة هذه الأزمة بهدوء ورفق صيانة لعلاقة القرابة، وكوني واثقة أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، وأن الإنسان لا يبالي إذا كان واثقا من نفسه مطيعا لربه، واحمدي الله أنكم لم تبادروا، وإنما كانت المبادرة منهم، وهاهم يفكرون في التخلص والتخلص، ومن نكث عهده فإنما ينكث على نفسه ولا يحيف المكر السيئ إلا بأهله، وإنما يجازى المرء على نيته وعمله، فحافظي على وقارك وكوني راسخة كالجبال، واشغلي نفسك بما يرضى الكبير المتعال، واعلمي أن الدنيا مليئة بالرجال، وأظهري لأسرتك القناعة والرضى بما قدره العظيم ذو الجلال، وعجبا لأمر المؤمنة أن أمرها كله لها خير، إن أصابتها سراء شكرت فكان خيرا لها، أو أصابتها ضراء صبرت فكان خيرا لها، وليس ذلك إلا لأهل الإيمان، وإذا رجع هذا الشاب إلى صوابه فتعرفي على أسباب نفوره، وإن لم يعد فلا تبحثي عنه، واعلمي أن سكوتك عنه سوف يرده إليك إن كان فيه خير، وإلا فاسألي الله أن يبعد عنك الشر وأهله ولا بكاء على من لا صدق عنده ولا وفاء.

وقد أسعدني كون تلك العلاقة كانت بعلم الأهل وموافقتهم، وأظن أن الأمر سوف يحل على أيدي الكبار، فإن حصل ذلك بتوفيق الله فاحتاطي لنفسك وطالبي بإيقاف العبث وحاولي معرفة دوافع ما حصل وتأكدي من عدم التكرار، مع ضرورة أن تلتمسي للناس الأعذار.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والحرص على طاعته واشغلي نفسك بذكر الله وعمري قلبك بمحبته، وطهري دارك بتلاوة كتابه.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.


مواد ذات صلة

الاستشارات