السؤال
السلام عليكم
متزوجة منذ 8 سنوات ولدي طفلتان، مشكلتي مع زوجي هي أني لا أشعر باحترامي معه، ولا أي اهتمام بصحتي، فمثلا إذا اشتكيت من شيء يقول: تمزحين، ما فيك شيء! اشتكيت من ضرسي إلى أن وصل الأمر أن خرجت منه رائحة الدم، هذا غير الألم، وهو يقول: لا يؤلمك، ولما اشتد بي قرر أن يذهب بي وسحب فلوسه، لكن أمه طلبت أن تذهب للطبيب في نفس اليوم فلم يعتذر، بل ذهب بها.
المهم استأت من هذا الموقف، ولا نتيجة، ولم يعبرني! واليوم لي 4 أيام ولم يقل: ماذا بك؟ ويقول معلقا: ما هذا الزعل الكبير؟ أشعر أنه مستهتر بي، وإلا لجلس يبحث عن حل، يقول إنه يحبني لكن أستغرب هذه التصرفات منه.
مللت وشعرت بالضيق؛ علما أني معه في مدينة أخرى، بعيدة عن أهلي، ولا أجد من أشتكي له غير ربي، وأكتم حنقي في نفسي.
أرجو أن تساعدوني لأنني مللت من هذه التصرفات، ولا أحب أن أظهر لابنتي شيئا لأنها تفهم وتميز، فهي بعمر 8 سنوات.
أتمنى أن يكون الحل معقولا، ولا أريد أن أتنازل هذه المرة، لأني شبعت من التنازلات.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن هذا الزوج يخطئ بعدم شعوره بآلامك، وبفرحه وسخريته في أيام أحزانك، ولست أدري منذ متى وهو يرضى على جراحك، يحرص على أن يدخل عليك الحزن ولا يبالي بأحوالك! وهل لهذه التصرفات أسباب ظاهرة؟ وهل أنت ممن يحتقره أو يسخر من عمله أو تصرفاته؟ وهل أنت محترمة لوالدته وعماته وخالاته؟
هل أنت ممن يكثر الشكوى بسبب أو بغير سبب؟ وهل هذا الزوج يقوم بواجبات الزواج من ناحية الفراش والطعام؟ وما مدى قوة علاقته ببناته؟
لا شك أنه معذور في الذهاب بأمه، ولكنه لا يعذر في عدم اعتذاره، وفي عدم تطييب خاطرك والسؤال عنك.
وقد أسعدني حرصك على عدم إظهار أحزانك لبناتك، ونسأل الله أن يصلح بالك، ونحن لا نطالبك بالتنازل، ولكن نتمنى أن تحسني عرض الأشياء التي تضايقك، وألا تضعي زوجك أمام خيارات صعبة، وعاونيه وشجعيه على البر بوالدته، ثم طالبي بحقوقك الشرعية في هدوء، وفي الأوقات المناسبة، ولا تتخذي أسلوب الزعل والمخاصمة.
هذه وصيتي لك بتقوى الله وبالحرص على ما يرضيه، واعلمي أن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين الناس، وأن الإنسان يرى أثر طاعته لله، ويعاني من آثار مخالفته لأمر الله وقد قال قائل السلف: (والله إني لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وفي خلق امرأتي).
نحن نتمنى أن تضعي ما عند هذا الزوج من إيجابيات في كفة، وتحاولي جمع السلبيات، حتى يكون حكمك عليه منصفا؛ لأنه لا يتصور وجود رجل بلا عيوب، كما أن في النساء عيوبا، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته!
وبالله التوفيق والسداد.