أشكو من كثرة الذنوب وأريد التوبة، فهل تقبل توبتي؟

0 275

السؤال

أشكو من كثرة الذنوب، وأريد التوبة، فهل تقبل توبتي مع أني أعود لدرب المعاصي، أعود مجبرة غير راضية، وأنا أخاف الله كثيرا. أرجوكم ساعدوني لأعود إلى الله تلك الإنسانة المؤمنة. أرجو أن تساعدوني أن أجد السبيل للخلاص من هذا؟ فهل يتوب علي الله؟ هل يقبل حبي له رغم أني نجسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكيف تكون نجسة من علمت أن لها ربا يغفر الذنب ويأخذ به فتابت إليه ورجعت إليه؟ وأبشري برب كريم يفرح بتوبة من يتوب إليه، وقد سمى نفسه الغفار ليغفر لنا ذنوبنا، وسمى نفسه التواب ليتوب علينا، ومرحبا بفتاة الإسلام المحبة لربها الرحمن في موقعها وبين آبائها وإخوتها.

إن هذا الإحساس الذي دفعك للسؤال وتلك الروح التي تقودك إلى التوبة دلائل خير في نفسك، فهنيئا لك بنفس تلومك على التقصير! وشكرا لك على السؤال.

وأرجو أن يتذكر أهل الذنوب أن الله سبحانه قال: (( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ))[طه:82]، وأن الإنسان وإن أسرف على نفسه فإن باب التوبة مفتوح، ورحمة الله تغدو وتروح، وقد قال في كتابه: (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ))[الزمر:53].

فلا تتوقفي عن التوبة والاستغفار وإن تكرر الخطأ والعصيان، حتى يكون الشيطان هو المخذول. واعلمي أن هذا العدو يتألم لتوبتنا، ويحزن لاستغفارنا، ويبكي لسجودنا، فاجتهدي في إدخال الحزن عليه بصدق الرجوع إلى الله، وبكثرة السجود لله.
واعلمي أن هناك أشياء تعين على الثبات، منها ما يلي:

1- اللجوء إلى غافر الذنب وقابل التوب.

2- الإخلاص والصدق في التوبة.

3- التخلص من كل ما يذكر بالمعصية من صور وذكريات وأرقام، والبعد عن أماكن الفسوق والعصيان.

4- البحث عن رفيقات صالحات يذكرنك بالله إذا نسيت، والبعد عن صديقات السوء؛ فإن صداقتهن تعدي وتؤذي.

5- الإكثار من الحسنات الماحية، (( إن الحسنات يذهبن السيئات ))[هود:114] .

6- كثرة الاستغفار والذكر للرحمن وتلاوة القرآن.

7- إدراك خطورة التمادي في العصيان، فإن الله سبحانه يمهل ولا يهمل.

8- الخوف من سوء الخاتمة لمن يصر على ذنوبه.

9- تقوى الله في السر والعلن.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات